أقلام حرة

ضياء محسن الاسدي: الإسلام هو المخلص لأزمات العالم الحديث

ان الإصرار المميت لبعض الجهات الدينية والسياسية الغربية والعربية على إبقاء الموروث الإسلامي والعربي الحقيقي مدفون تحت أنقاض الماضي السحيق على أمل اندثاره كلما طال به الزمن بخطط مدروسة وتخطيط مبرمج لترك الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم وأجيالها القادمة بعيدة عن حقائق دينهم الصحيح وعقيدتهم وإضعاف روحهم ونفسيتهم وقتلها بالأفكار المتطرفة والمزيفة ليكونوا عبيدا لأفكار الغرب المنحرفة من خلال سياسة التجويع والتخلف والحروب الطائفية والعقائدية والفكرية والأخلاقية المفروضة على المجتمعات المحبة للسلام والتعايش السلمي والتحرر من الهيمنة الفكرية الغربية وإلهائها عن التقدم والنهوض والتطلع للمستقبل المزدهر وهذا ما سعت إليه المؤسسات الغربية وبعض المستشرقين والباحثين والمنقبين في بطون الكتب والأرض والمؤسسات الدينية العالمية خوفا من فقدان موقعها الاجتماعي ومناصبها وهيبتها في بلدانها ومجتمعاتها الحالية وتغييب الحقائق والوثائق المكتشفة من جراء آلاف الحملات التنقيبية  في الأماكن التي قادت العالم وخصوصا (العراق ما بين النهرين – وشبه الجزيرة العربية كمكة المكرمة والمدينة المنورة – وبلاد اليمن السعيد) وإخفاء كنوز مهمة من تأريخ هذه البلدان من خلال احتكار عمليات الحفر والتنقيب لمواقع أثرية عربية وإسلامية لآلاف البعثات المسيسة لأغراض أخرى لعدة قرون مضت وإبعاد المختصين العرب والمسلمين عن العمل بحرية تامة في مناطقهم لاستخراج مكنونات أرضهم .

أن كشف الحقائق الآن وفي هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها العالم بصراعاته الدينية والاقتصادية للسيطرة على القرارات العالمية لا تصب في مصلحة من أراد تحريف وتزوير التأريخ فأن البقاء على المستور من الحقائق التاريخية والعقائدية تُبقي لهذه الجهات والمؤسسات المغرضة هيمنتها وديمومتها على الساحة الدينية وعلى عقلية وفكر الإنسان الغربي والإسلامي أولا والبشري ثانيا وتدر بالفائدة والنفع على صناع القرار في العالم والأزمات الفكرية والاقتصادية والأخلاقية .

أن كل المستشرقين والباحثين في التأريخ العربي يعرفون بواطن الخفايا الحقيقية لهذا التأريخ المغيب في بطون الكتب المعتبرة قبل تحريفها من مصادر متعددة قبل قرون أنقضت وتلاعبت بها أيادي نساج التأريخ العربي المزور وأكاذيب الذين مرروه على الأمة العربية والإسلامية بهذه الطريقة المشوهة التي تجانب الحقيقة والتي تعاني منه أجيالنا الجديدة والقادمة والتي زُرع بداخلها الإحباط من عقيدتها وتأريخها وموروثها الفكري والعقائدي والاجتماعي القديم الأصيل وزرعت الفتنة والظلال وزادت الهوة بين الغرب من جهة والعرب والإسلام من جهة أخرى بسبب هذا التلاعب الجوهري في النظرية السماوية الألهية للإسلام العالمي والعقيدة الإسلامية المراد منها توحيد النفس البشرية للسير على طريق الهدى الألهي الذي رسمه ورسخه النبي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه . ونتيجة لهذه الصراعات والأزمات العالمية التي تقودها قوى الشر والظلام الشرسة في أساليبها والتي تعود لجهات متمرسة في القتل والدمار وضحاياها شعوب العالم الفقيرة برمتها فأن أكثر هذه الشعوب المتطلعة للسلام والأمن وصلت إلى قناعة نهائية هو إيجاد مخلص ومنقذ من كل هذه الإرهاصات العالمية السياسية والاقتصادية والفكرية على حد سواء وهذا المخلص لا يمكن وجوده إلا في الإسلام ونظريته الحقيقية بدون تشويه للرسالة المحمدية ودستورها الأصلي بقيمها وأخلاقياتها وسياستها الاجتماعية التي نهجها حامل لواء الرسالة السماوية النبي محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة المشذبة والمطهرة من دنس التشويه في قيادة الإنسان العصري وفق معطيات النظرية التي وضعها خالق البشرية بعدما أبعدوه وكفروه بها فشعوب العالم الحرة في تفكيرها الصحيح تعي أنها بأمس الحاجة للرسالة المحمدية كمخلص لها من جميع مشاكل العصر وأزماته الحالية والمستقبلية كونها مكملة لجميع الرسالات الإنسانية الصحيحة البعيدة عن التحريف إذا ما تكاتفت الجهود في البحث والتقصي لإعادة الحياة للإسلام والسعي في إزالة الشبهات والتزييف لهذه الرسالة فإنها الملاذ الوحيد التي تستطيع شعوب العالم اللجوء إليه بعد هذا التشرذم في العالم بين التيار الديني المتطرف والتيار المادي الذي هو الأقوى والسائد على الساحة العالمية مع التيار الديني المعتدل الحقيقي لذا فلا مناص إلا الرجوع لله تعالى وتعاليمه الموجودة في رسالاته وخاتمتها الرسالة المحمدية وشخصية النبي محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم ودستوره الذي أرساه في مجتمعه وزمانه وفاض بإشعاعه على الأمم الأخرى لإعادة بوصلة الحياة البشرية إلى وجهتها الحقيقية. 

ضياء محسن الاسدي

في المثقف اليوم