أقلام حرة

صادق السامرائي: أصل الإبداع!!

لابد من القول بجرأة ووضوح، أن ما نسميه إبداعا لا قيمة له ولا معنى ولا دور، فالإبداع الأدبي قد توفى، والسبب ان الأبوة الإبداعية في مجتمعاتنا إنتهت، وما أوجدت لها موضعا وقدرة على التواصل والرقاء.

والمقصود بالأبوة الإبداعية  الإبداع العلمي، فهذا النشاط المصيري المعاصر يغيب في مجتمعات الأمة، وبإختفائه تتآكل معاقل الإبداع بأنواعها.

فما قيمة الشعر والقصة والرواية والمسرحية وغيرها، ونحن في قعر المجتمعات في الإبداع العلمي، بل أن العديد من أنظمة الحكم لا تعترف بالعلم، وتجد أنها تستطيع الحكم بمؤازرة تجار الدين، ولهذا تسود في ديارنا الخطابات الدينية المؤدلجة، ذات العقائدية الصارخة الطاردة لما هو عقلاني، أو المجاهدة في تعطيل العقل وقتل الإبداع العلمي، لأنه بدعة تزعزع قبضة الأدينة على الناس، الذين من الواجب الشرعي التجاري تعطيل عقولهم ودفعهم لميادين السمع والطاعة.

فمجتمعات الأمة متمحنة بما يسمى (دين)، ومن حولها مجتمعات ذات الدين، تتخذ من العلم سبيلا للقوة والتواصل والمعاصرة.

وتجدنا نتسابق على عطاء الآخرين، لأنه مولود من أرحام الإبداع العلمي.

ومن الواضح أن الإبداع التركي والإيراني، أرقى من إبداعاتنا، لأنها مجتمعات تؤمن بالعلم والإبتكار، وتسعى لتحقيق إنجازات علمية تميزها، وتؤثر في المحيط الإقليمي والعالمي.

أما مجتمعاتنا فمشغولة بما هو ديني، وتتميز بالتبعية والدونية والإنكسارية، وما يسطره مبدعوها ندب وبكائيات وجلد للذات، أو هروبيات إلى معاقل " تحبني وأحبها ويحب بعيرها بعيري"!!

فعن أي إبداع يتحدث المتحدثون؟!!

 ***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم