أقلام حرة

صادق السامرائي: سلوك التقديس الوهمي!!

العاصف في وعي الأجيال الجمعي نزوع مرضي مزمن نحو التقديس، ففي أمتنا كل شيئ مقدس، وبدون هالة التقديس لا قيمة له ولا معنى.

وهي نزعة وثنية متأصلة في مسيرتنا ومعززة بتكرارية فائقة، حتى أصبحنا أمام رموز بشرية وكأنها أكبر من آلهة!!

هذا الميل العاهوي تسبب بتداعيات، وأصابنا بالخمود والإنحسار، لأننا في غاية البعد عن أوهامنا المقدسة.

بشر مقدس، وما أكثره، فلا تجدنا نتحدث عن بارز في ميادين المعرفة، إلا وأسسنا لقدسيته وضرورة رفعه إلى ما فوق السماء.

ولهذا فما إعتبرنا منهم ولا تعلمنا، وإنما تخبطنا وتهنا، وإنقلبنا على ذاتنا وموضوعنا، وصرنا ضد أنفسنا وما يتصل بنا من مفردات حياة.

وإذا نهض من بيننا مَن يريد العقل والتفكير الحر، تقدمت نحوه جحافل التكفير، وإتهمته بما يساهم في تعثيره وتدميره، ونبذه، وتأليب المغفلين ضده.

وهذه ظاهرة سلوكية متواصلة، وعانى من ويلاتها معظم أفذاذ الأمة، وأصحاب العقول النابغة، والإرادات التنويرية الفائقة.

وفي معظم المنازلات ينتصر المكفرون وينهزم المفكرون!!

وما دام سيف التكفير لا يُغمد، فأن صوت التفكير يُخمَد، ومسيرة الأمة من ويل إلى ويل، ومن وعيد إلى أوعد، وتلك الأيام تدور، وكل أمة تكون كما تريد أن تكون.

وبموجب التقديس والتأليس، أصبح الدين عدو الدين!!

***

د. صلدق السامرائي

في المثقف اليوم