أقلام حرة

جمعة عبد الله: هل هناك رب يحمي العراق من حرائق النخب السياسية المتنفذة؟!

ربما لم يخطر على العقل والخيال، من غرائب وعجائب في الفساد السياسي والمالي والأخلاقي، لهذه الأحزاب المتنفذة التي جاءت بالدبابة الامريكية، وتصورت العراق بأنه (مغارة علي بابا). أو غنيمة حرب لكي تنهب وتسرق كنوزه وامواله بكل الطرق الشيطانية، وأن يصبحوا هؤلاء الفرسان بين ليلة وضحاها، أصحاب الملايين الدولارية، والمصيبة الأعظم يتحدثون بأسم الدين والمذهب. بإسم اتباع الدين ورموزه المقدسة، يدعون انهم يمثلون المكونات التي ينتمون إليها، ولكن وضعوا مكوناتهم من أبناء جلدتهم في المزاد العلني الرخيص. في انتهاج سياسة عاهرة بالنفاق والدجل، حتى لم يتركوا أية قيمة لهذه المكونات التي حملتهم على اكتافها، والفادحة الاعظم ان الجهلة والاغبياء يسجدون ويعتقدون بهم، ويدينون لهم بالثقة المطلقة التي لا تتزعزع، ولم يبصروا ويدركوا حقيقة  هؤلاء الخراتيت، بأنهم نتاج فضلات دورة المياه القذرة، وزوراً أنهم حماة المذهب وحصنه المنيع، وحراس الطائفية الأمناء على العهد والولاء والامانة،، ما هو إلا الضحك على ذقون الجهلة والاغبياء، بسفاهتهم المقززة والتافهة، أنهم سراق خيرات واموال العراق بدون وخز ضمير وشرف وأخلاق، هؤلاء الثعالب السياسية الماكرة، يبيعون الغالي والنفيس من اجل المنصب والكرسي، وعندما يختلفون على توزيع حصص الغنائم، تشتعل الحرائق والتفجيرات الدموية التي تطال عشرات الابرياء، لا ذنب لهم سوى انهم ضحايا الخلاف والخصام والتنافس السياسي والمالي على المناصب . من يصدق بأن نسبة الفقر في العراق تقترب من 40%، والعراق يرقد على بحر الذهب الاسود، هل يعقل آلاف المشاريع الوهمية، التي كلفت العراق اموالاً طائلة تعد بالمليارات الدولارية، لا وجود لها سوى على الورق، وذهبت اموالها الى جيوب السراق واللصوص، دون محاسبة ومراقبة ومساءلة، نتيجة غياب القانون ودور المراقبة والمحاسبة. بهذا الشكل تعبث الجرذان بالخراب، وبالسطو على أموال وخيرات العراق، هل يعقل هناك الآف من يستلمون اكثر من راتب تقاعدي قد يصل الى أكثر من عشرة رواتب تقاعدية، وهي خاصة الى حواشيهم وأتباعهم، وهذه تستنزف خزينة الدولة اموالاً خرافية طائلة، تحت ذريعة شرعية القانون، المفصل على قياساتهم،ويحرم المواطن البسيط من لقمة العيش. هل يعقل بلد يصدر يوميا 4 ملايين برميل من النفط الخام في اليوم الواحد، ولا تذهب الأموال الى الاستثمار والتنمية، في تطوير الخدمات والمشاريع الصناعية والعامة، وفي مشاريع التطوير وتحسين الحياة المعيشية، وأقامة المشاريع التي تمتص زخم البطالة العالية جداً بين الشباب، هل يعقل عشرات الآف من الشباب الذين انهوا دراساتهم الجامعية، ولا يجدون فرصة عمل في اختصاصاتهم، ويضطرون أن يعملوا في الأعمال الحرة الصعبة والشاقة،وحتى في الأسواق كحماميل ؟ ولكن لمن تشتكي وتستغيث ؟. والله رب العالمين ترك الشعب في حضيرة غابة الوحوش، لم يسمع صرخات الاستغاثة والتوسل والرجاء، لم يسمع صراخات النحيب والآهات المفجوعين، هل هناك رب لهذا الشعب الفقير يحميه من قطعان الذئاب الشرهة بالجشع المجنون ؟ انهم طغاة لا يعترفون بالدين والمذهب والاخلاق، سوى نفاقهم وزورهم، بأنهم حماة المذهب وابناء جلدتهم محرمون من أبسط شروط الحياة الكريمة، بعضهم يجد قوته اليومي في حاويات القمامة، بعضهم يسكنون البيوت العشوائية كأنها خرائب عفا عليها الزمان لا تصلح إلا للحيوانات السائبة. متى يفيق الشعب ويمزق ثوب الذل المهانة، ثوب الفقر والجوع والعوز، وينادي بأعلى صوته : اين حقي ؟؟. لم يعد السكوت إلا كفراً وجريمة، ولم يعد الذل إلا أستسلاماً للمهانة، اين هم من قول الامام الحسين (ع) حين صرخ في وجه الظلم والظالمين (هيهات منا المذلة)، أن الشعب الذي لا يحمل الروح (ابو ذر الغفاري) في المطالبة بحقوقه الشرعية يعني أنه يستسلم للخنوع، وأن تكون حياته بين الحفر كالجرذان. هؤلاء النخب السياسية هم اصل البلاء والفقر والحرمان. يقودون العراق الى الهلاك والقادم أسوأ ............  والله يستر العراق من مهازل الزمن الأسود.

***

في المثقف اليوم