أقلام حرة

ضرورة الخيال السياسي لدى القادة السياسيين

لا بد من التنويه في البداية الى ان تعبير "الخيال السياسي" مأخوذ من مقالة طويلة ارسلها لي احد الاصدقاء المحترمين منسوبة للرئيس الفرنسي ماكرون، يتحدث فيها الرئيس ماكرون الى نخبة معينة عن الكثير من مواضيع السياسة الدولية الراهنة.

ليس الهدف من منشوري هذا استعراض وتلخيص ماجاء في تلك المقالة المهمة، بل ايضاح السياق الذي ورد فيه تعبير الخيال السياسي.

يقول الرئيس ماكرون ان الغرب عليه ادراك حقيقة بروز قوى ناشئة جديدة لايستهان بها من حيث السكان والاقتصاد والمساحة والقوة العسكرية مثل الصين والهند وروسيا، وانها تسعى لكي يكون لها دور في ادارة العالم.

وانه لايمكن للغرب الاستمرار في ادارة العالم بنفس الاسلوب الذي مضى عليه ٣٠٠ عام !!!

وقال ان الغرب يجب ان يكون لديه الخيال السياسي الذي يسمح له بتصور عالم جديد وعلاقات دولية جديدة ومشاركة من قبل اقطاب جديدة، ومغادرة الانغلاق الفكري على فرضيات وثوابت قديمة لم تعد تصلح للعالم المعاصر.

ما اريد قوله في هذا المنشور، ان ذلك الفهم ينسحب على القوى السياسية المحلية في مختلف البلدان ومواقفها وفرضياتها وتوجهاتها في ادارة بلدانها.

الشراكة في الادارة والدخول في تحالفات جديدة ووضع تصورات جديدة عن مستقبل العمل السياسي، كل ذلك يعتبر من مظاهر الخيال السياسي النشط والحيوي.

الخيال السياسي الخصب يدفع صاحبه لكي يتصور علاقات سياسية جديدة تنسجم مع حقائق الحياة المتغيرة وتكون اكثر واقعية وعملية.

الخيال السياسي يدفع اصحابه لتطوير انفسهم باستمرار وتبني تحليلات وفهم جديد للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

الاصرار على التصنيفات والمواقف القديمة وعدم الاستعداد لمراجعتها وتطويرها يعني غياب الخيال السياسي.

السياسة ليست تزمتاً عشائرياً او دينياً جامداً، بل هي مراعاة للمتغيرات والضرورات والمستجدات محلياً واقليمياً وعالمياً.

انها تقدير موضوعي بدون تهور او استهانة للامكانيات المحلية وامكانيات الآخرين سواء أكانوا اصدقاء او خصوم والتصرف وفق تلك الحقائق الحاكمة.

السياسي الناجح هو الذي يبحث عن تعظيم مصالح بلده وليس البحث عن الصدام والعنف .

***

صلاح حزام 

في المثقف اليوم