أقلام حرة

هدنة اليمن ..هل تفضي الى سلام دائم؟

ابتلي اليمنيون كغيرهم من شعوب المنطقة بجائحة الربيع العربي،  انه فيروس غريب من صنع اعداء الامة لأجل تفتيتها ونهب خيراتها،  وخدمة مصالح الدول الغربية  وقاعدتهم في المنطقة المسماة زورا وبهتانا (اسرائيل) على انقاض فلسطين، وقد تمثل ذلك في اقامة علاقات متينة ببين بعض الانظمة العربية والعدو الصهيوني،  بقدرة قادر لم يعد الصهاينة اعداء لنا،  بل اخوة في الدم والتاريخ والجغرافيا.

سبع سنوات انقضت علي الحرب ولم يحقق أي من الطرفين نجاح يذكر،  فالطرفان استخدما مختلف نواع الاسلحة، نتج عنها تدمير البنى التحتية،  وازهاق ارواح بريئة اضافة الى الاف المقعدين،  واستهداف المراكز الخدمية مثل المطارات والموانئ ما ساهم في تأخر وصول الإمدادات الانسانية ما ادى تفاقم ازمة الشعب  اليمني.

هل ادرك التحالف العربي ان تدخله في الشأن اليمني لم يجد نفعا؟ ملايين الدولارات ذهبت هدرا في شراء اسلحة ومعدات،  لم يحرروا أي جزء مما يعتبرونها اراضي مغتصبة من قبل الحوثيين،  بل لا حقتهم صواريخ الحوثيين الى عقر ديارهم وسببت لهم خسائر على الارض،  اتكائهم على الغرب مجرد استنزاف لأموالهم،  لم تفدهم قبب اعتراض الصواريخ او الطيران المسيّر.

اما الحوثيون وان بدوا يدافعون عن الارض والعرض،  الا ان انفرادهم بالسلطة ومحاولة تهميش بقية اطياف الشعب اليمني جر على الشعب اليمني العديد من الماسي وفقدوا مع مرور الوقت شعبيتهم وقدرتهم على المواجهة،  فاستمرار الحرب يثقل كاهل المحارب ويستنزف قدراته والتعويل على ايران رهن بتوافق ايران والسعودية،  وفي حال حدوثه يكونون مجبرين على السير في النهج التصالحي،  لذلك فالأجدر لهؤلاء ان لا ينسلخوا عن نسيجهم الاجتماعي،  فالمصير المشترك كفيل بتحقيق الامنيات ونبذ الخلاف وبناء الدولة العصرية التي قوامها حرية اختيار المعتقد واحترام الراي الاخر.

سبع سنوات عجاف فرضها اعداء الامة على الشعب اليمني،  والنتيجة غياب ابسط مقومات الحياة من مأكل ومشرب وادوية واحداث فتن بين مقومات المجتمع اليمني الذي لم يعد سعيد كما عهدناه،  قبل المسلسل التأمري الذي ظهر واضحا وجليا العام 2011،  لم نكن نكترث كثيرا لمذاهبنا المتعددة واعراقنا المنصهرة في قوالب(بواثق) التاريخ التي صنعتنا وجعلت منا امة واحدة،  فالتنوع المذهبي والعرقي جعلنا نتعايش سلميا ضمن الثقافة العربية الاسلامية،  وكانت من اسباب قوتنا، للأسف نجد اليوم بعضنا وبتحريض من الغرب الاستعماري يسعى الى قيام كيانات عرقية او اثنية والهدف قيام سيكس بيكو جديد لمتجزأتنا.

نتمنى ان تكون الهدنة بادرة خير على الشعب اليمني،  وان يكون الطرفان قد ادركا ان مواصلة الحرب لعبة عبثية ومسرحية هزلية،  إن المستفيد الاول والاخير هي الدول الداعمة من خلال بيع الاسلحة والاعتدة الحربية،  فالحروب خارج اراضيها ولن يضيرها استمرارها لتحقيق مكاسبها،  وجعل اليمن ساحة للاقتتال فيما بينها والمتضرر الوحيد هو الشعب اليمني،  الذي قام بتوحيد جهوده في دولة واحدة ليستفيد الجميع من خيرات البلد وموارده الطبيعية.

*** 

ميلاد عمر المزوغي    

في المثقف اليوم