أقلام حرة

بذور التغيير

ندور وندور في حلقة دون أن نزرع بذورا لتثمر لنا حياة جديدة أونحقق تغييرا، ذلك لأن التغيير  يتبلور عن طريق الساسة الوطنيين بتحويل الأفكار الوطنية إلى البرلمان بوعي سياسي وطني جديد يحقق مطالب الشعب. نتساءل أين ثورة تشرين ذهبت وماذا حققت وهل دماء الشهداء راحت هباء؟ تلك التضحيات التي برزت من أجل تحقيق التغيير والوصول إلى مطالب حقيقية على أرض الواقع وأولها انتخابات دون تحريف أو تزييف سياسي لأن التزييف وكثرة الوجوه غير الوطنية أدى إلى حدوث ضعف انتخابي شعبي لعدم وجود ثقة من المواطن وذلك بسبب تراكم فشل حكومي متعاقب في إدارة موارد الدولة ماأدى إلى ضعف ثقة الشارع العراقي فالشعب صار بمثابة "لعبة الصبر" التي تنتفخ من الصبر وفي النهاية تنفجر.. لذا بالنهاية إندلعت نار تشرين حيث دبَّ اليأس بعد أعوام من الأمل.. "الأمل في التغيير" الذي لن يحدث إلا بوجود أغلبية سياسية وطنية تحقق الإصلاح والتغيير .

هل نحن بحاجة إلى نبِّي منقذ لينقذنا مما نحن فيه؟ من يعلم ربما.. لكن الفساد الذي ساد في القلوب لم يترك مجالاً لنبَّي.. فكل الأنبياء وجَّهوا دعوة إلى أقوامهم حينها لإعتناق العِلم والسِلم لكن دون جدوى فما زلنا نسلب حياة بعضنا ونقتل مستقبل بعضنا، نحن لا نحتاج نبي بقدر مانحتاج إلى وعي وأذكر أنني قلتها قبل مرَّة، نستطيع انجاز مشاريع وتأمين معيشة وتوفير خدمات مثلاً بدون معجزة.. لقد حدثت معجزة التكبير والتصغير وأصبحنَّ النساء يُكبَّرنَ شفاههن ويُصغِّرنَ أفخاذهن ويُغيّرنَّ لون بشرتهن إلى أبيض أو برونزي فقط بفرشاة وألوان! لكن لم تحدث معجزة التغيير، لأن بدون ضمير لا يحدث تغيير .

***

ابتهال العربي

في المثقف اليوم