أقلام حرة

الأقلام التثبيطية!!

التثبيط: التعويق

ثبَّط عزيمته: أضعفها، جعلها خائرة، أوهنها.

من العادات الغريبة والسلوكيات العجيبة في المجتمع، إنتشار طاقة إحباط العزائم والإرادات الخيِّرة. وهي معضلة سلوكية بارزة في الكتابات المنشورة، التي يعبّر فيها أصحابها عن مشاعرهم السلبية تجاه غيرهم.

ولا يُعرف لماذا يختارون شخصا ما، ليصبّوا جامّ إنفعالاتهم عليه، وقاسمهم المشترك أنهم يستهدفون المتميزين والقادرين على العطاء الأصيل.

فتجد أقلام المثبِّطين المحبِّطين ناشطة، ولها صحفها ومروجيها، مما تسبب بخسائر ثقافية وحضارية جسيمة، وقد بدأت منذ أكثر من قرن، بتقليل قيمة القدرات الإبداعية بأنواعها، وأبواقها ذات أصوات عالية، وصداها يملأ الآفاق، ويجري في روافد الأجيال، وربما تكون مرتزقة.

وما من منوِّرٍ في الأمة إلا وعانى وتعذّب وتشرّد أو قتل، فالمنوِّرون لا ينفعون، ولا يوجد مَن يساندهم ويدافع عنهم، فهم لوحدهم في سوح النزال، ويسبحون ضد التيار،  والأقلام المسعورة تنهال عليهم وتصيبهم بأضرار بليغة.

وما نجا منوِّرٌ في الأمة من صولاتهم، وأصبحوا اليوم جيشا عرمرما يهاجم كل قلم تنويري وطني أمين.

إنهم لا يهدأون، ولا يملكون مادة معرفية ذات قيمة ثقافية حضارية نافعة، فالعدوان منبع ما يكتبون .

فهذه أمة فيها مَن يُطفئ أنوارها، ويشوّه رؤاها، ويعطل أفكارها، ويتهجَّم على العقول الطامحة بحاضر أفضل ومستقبل أجمل.

وهم ينثرون على وجوه الأجيال تراب الغابرات ورميم الأجداث الباليات.

فهل أنهم من سكرة أحقادهم بسمومهم يتمرغون؟!!

***

د. صادق السامرائي

12\11\2021

في المثقف اليوم