أقلام حرة

رسالة إنسانية من مغترب

في كل وسط تجد ذلك الذي يطلقون عليه العلماني أو الملحد أو مابينهما وتجد من هو مسلم غير مؤمن والعكس وتجد المسلم المؤمن فما هو الإختلاف بين كل هؤلاء؟

البناء الفكري وأسس المفاهيم الدينية (التربية الدينية) يصنع الإختلاف بين هذا وذاك، أيضاً القيم الروحية التي تعيش داخل كل منا تختلف من شخص لآخر وهذا مايطلقون عليه قوة الإيمان والإيمان الروحي هو جوهر الأديان بما فيهم الدين الإسلامي دين السلم والسلام .

نُشر مجموعة من الخليجين في (موقع تويتر) فرحة جماعية بمغترب في السعودية من أصل سوداني يعمل في محل "توزيع تمور" ، أسلم على يديه (20عامل) فلبيني من الذين يعملون معه بنفس شركة التمور.

إسمه (مرتضى متوكل بيرم) من أهالي حلفا الجديدة.. شخص عادي لكنه شخصاً حَسِن الخلق وطيب القلب.. هذه الصفات جعلت ممن معه يندهشون له ويحاولون التعرف عليه من قرب.. كان يقرضهم ويقدم لهم أكلات سودانية، يضحك ويمزح معهم و يتفقد مرضاهم .. ويبادر في حل مشاكلهم حتى لو اضطر للدفع من جيبه .

ذلك السلوك الذي ينبع من القيم أثار مشاعرهم، كما أنه كان يتكلم معهم بإستمرار عن الدين الإسلامي.. بأن الدين تعامل.. وقد أعطاهم مجموعة من الكتب البسيطة عن الاسلام لكنَّ سلوكه كان أقوى تأثيراً من الكتب والمكاتيب وهذا دليل صدقه وحبه.. ويقال أن مايخرج من القلب يذهب إلى القلب لذا بمحبته وسلوكه جعلهم يقررون اعتناق الإسلام معه وحدث ذلك فعلاً في أقرب مسجد لينطقوا (شهادة الإسلام) .

إنها قصة من مئات القصص الواقعية التي تعطينا موعظة ودرس في المحبة والإخلاص والسلوك ذلك هو الدين الحقيقي الذي يحدثنا عن الجوهر والذي نبحث عنه فنجده يبحث عنا إنه العلم والعمل والصلاح والفلاح إنه التعاون على البر وليس على القتل إنه خيط المودة لا خيط الكره إنه الشورى والإصلاح وليس الفساد إنه الصدق وليس الرياء، إنه سبيل القناعة والإختيار وليس الإكراه والأجبار إنه الدعوة بالحب وليس بالرعب، إنه عدم نسيان المعروف في حقنا وعدم تذكر المعروف في حق غيرنا، إنه الصدق والخلق والحلم والسلم إنه اللين والحسنى وليس الفظاظة والغلاظة إنه الألفة وليس التفرقة إنه رسالة المحبة والرحمة إلى جميع الناس في العالم .

***

ابتهال العربي

في المثقف اليوم