أقلام حرة

العقل هو العقل!!

صادق السامرائيهل يوجد عقل عربي وأجنبي؟

أو شرقي وغربي؟

سؤال يستوجب طرحه على المفكرين والفلاسفة، الذين سفحوا دم القرن العشرين على صخرة تخيلاتهم  المتدفقة من صوامعهم، التي يتأملون فيها وبنظّرون ويسطرون مشاريعهم، لتنام مدثرة بالنسيان فوق رفوف العبث والبهتان.

فمعظمهم بل أجمعهم هدروا طاقاتهم الفكرية في موضوعات ما أفادت الأمة، ولا أعانت الأجيال على الخطو السليم نحو بعض الأمام.

قفي جوهرها تحث على الإنكسار والإنتكاس، والإستسلام وإستلطاف الدونية، والتصديق بأننا أمة عاطلة وعاقرة، عليها أن تعيش على جهود الآخرين، وتتيقن بأنها تجيد الإستهلاك، ولولا النفط لتحولت إلى عالة على أمم الدنيا المنتجة المعطاء.

مفكرون يحسبون العلة في العقل العربي، وينطلقون من طروحاتهم التي يصدقها البعض، ويفني أعواما للتفاعل معها، وما هي بذات قيمة ومعنى بل محض سرابات.

فالعقل البشري لا يمكن تقسيمه كما يحلو لنا، ووفقا لما نراه ونتوهمه، أو نلصقه بمكان ما أو بقوم.

العقل هو العقل، وما يأتي إليه يوظفه وينطلق به، فالعقول تتفاعل مع المفردات الواردة إليها، وكل عقل يعكس العناصر المتوافدة إليه، ولا بد من طاقة ذات قدرة تحفيزية لتمكين العقول من العمل، وعندما تكون الطاقة معطلة فأنها لا تعمل ويصيبها الخمول.

والعلة الحقيقية التي يخشى المفكرون الإقتراب منها هي الكرسي، نعم الكرسي هو القوة المُعطلة للعقل، وما يتصل به من الآلات والأدوات اللازمة لتحويل المجتمع إلى قطيع راتع في ميادين القهر والإمتهان.

إن بقاء الكرسي متمتعا بجبروته وطغيانه وجوره، وعدوانه على الإنسان وسحقه ومصادرة قيمته، وهضم حقوقه، وتطويقه بالحرمان من أبسط الحاجات الأساسية، هو السبب الأكبر في محق العقل وتفريغ الجماجم من الأدمغة، فتصدوا للكراسي وبعدها تكلموا عن العقل!!

فالعلة فيكم وليست في العقل!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم