أقلام حرة

شاهد ماشافش حاجه ثبتت مبدا الشذوذ السياسي

في الثمانينات عرضت مسرحية شاهد ما شافش حاجة وحقيقة كانت مسرحية رائعة متكاملة من حيث النص والحوار والسيناريو والاخراج والديكور واداء الممثلين كلهم والتسلسل في المشاهد فيما بينها بحيث تنقل المشاهد بشكل حماسي فكاهي من محطة الى اخرى هي كوميديا سياسية اجتماعية تثقيفية ترفيهية.

اقف عن مشهد ضكنا كثيرا عنده وهو عندما صفع عادل امام الشرطي على وجهه فتحامل عليه الشرطي لكي يرد فاوقفهم الممثل عمر الحريري مستفسرا عن ما يجري فقال عادل امام مبدا شاذ سياسي وهو: يابيه (يا بيك) ضربني بوشو (بوجهه) على ايدي.... فكروا جيدا في هذه العبارة التي اصبحت دستور السياسي المنافق (علماني او مسلماني). هذه فلسطين، الاحتلال الصهيوني ينتهك حرمة البشر وحرمة الاقصى وتولول امريكا والامم المتحدة وابطال التطبيع ومنافقي الحكام العرب... على الفلسطينيين ضبط النفس وحتى الاعتذار والامتثال للاهانات والاعتداءات الصهيونية .

ارادوا اسقاط سوريا وطردوها من الجامعة العبرية عفوا العربية على اعتبار انها جامعة رصينة وبعد ما فشلوا وقتلوا الابرياء وهدموا صوامع جاءوا يجرون كالجراء خلف امهم ليزوروا الاسد في داره ويا ليته كان الاسد اسدا ليبقى في عرينه ولا يزورهم في مضاجعهم نصرة للدم السوري المهدور بسببهم لكنه النفاق السياسي

وفي العراق كذلك فجروا وفخخوا وسرقوا وتسنموا مناصب وكشفت الجرائم واخيرا عادوا منتصرين ظافرين مبرأين وتبين ان القتلى بالتفجير هم من فخخوا السيارة وتجمعوا حولها وفجروها على انفسهم وان الاموال هي تطايرت واستقرت في جيوبهم وان الاقلام هي زورت الوثائق وليس هم على غرار (ضربي بوجهه على ايدي) وزيادة في المهازل عندما يشعر الشعب بالاحباط السياسي فانه يختلق النكات ومنها مثلا (ارجع الى الامام).

وزادت الدراما المصرية من المبادئ السياسية النفاقية ومنها مثلا (ضربني على قفاي وقلت له اهم شيء كرامتي، تف في وجهي وقلت له اهم شيء كرامتي، مسح بي الارض وقلت اهم شيء كرامتي) يا عرب  ويا مسلمين ماذا يجري وماذا تتلقون بعد حتى تتيقنون انه ما ظلت كرامة بسبب الاستهتار العالمي وعلى راسه الصهيوامريكي ولا زلتم تلهثون على ابوابهم طلبا للحماية والرضا .

يعتدون على اليمن ويطالبون من اليمن الكف عن الحرب والقبول بشروط السلام وما هي شروط السلام الرضوخ لحكومة الفنادق عجبا طرفان اتفقا على وقف اطلاق النار ابطال اليمن وتحالف ال سعود وبعد وقف اطلاق النار المفروض مفاوضات بين الطرفين المتحاربين، المهزلة السعودية تتفاوض من رئيس الفندق عبد ربه .... شكرا عادل امام

يقتل القتيل ويمشي في جنازته، يقتلون الشعب المسلم ويتاسفون على قتله، والامثال تترا .

في زمن الطاغية صاحب الدار اطلق الرصاص على لص يحاول سرقته فهرب اللص وفي اليوم الثاني جاءت عشيرة اللص تطلب الفصل من هذا الرجل لانه منع اللص من السرقة واطلق النار عليه ... هذه حقيقة وليست قصة خرافية . في زمن الطاغية يقول رفاق البعث لازم تتطوع بالجيش الشعبي، عجبا التطوع هو امر طوعي كيف يكون ملزما ..صدق عادل امام

العرب كلهم يقولون القضية الفلسطينية قضيتنا وهم ينظرون بام اعينهم الطعنات الصهيونية في قضيتهم ويلومون الفلسطينيين لانهم السبب ولم يوافقوا على السلام مع الصهاينة بتسليمهم ارضهم وعرضهم ودينهم .

الغرب مشغول باوكرانيا وروسيا وفضائحهم تتكشف يوميا والعرب ينظرون اليها وهم كالحجارة لا يحركون ساكنا وكان الطير على رؤوسهم وهم يرون ما يجري بخلاف ما كانوا يعتقدون فرضخوا للامر باعتباره مبدا سياسي طبيعي عادي

رحم الله المتوفين واطال عمر الباقين من الشعراء الاحرار عندما احسنوا في شعرهم لتجسيد المهازل السياسية لحكام العرب قمم قمم قمم ... ودخلت معزة البرلمان.

***

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم