أقلام حرة

إضطراب الكتابة!!

صادق السامرائيإضطراب: فوضى، بلبلة، صخب، جلبة.

والمقصود أن الكتابة إضطراب سلوكي يتمكن من الأشخاص، ويمكن مقارنته بالإدمان، وغيره من الإضطرابات السلوكية التعودية التي يرسخها التكرار.

قد يجفل البعض مما تقدم، فالقراءة النفسية لسلوك الكتابة يُظهر وكأنه إدمان، من الصعب على المصاب به أن يتعافى من سطوته.

والكاتب تلهب ظهره سياط الأفكار، وحينما يهدأ ضربها لا يكتب!!

وعندما نتساءل لماذا نكتب؟

تنساب العديد من التبريرات والتفسيرات والأسباب والدوافع وغيرها، فهل أنها فعلا تبوح بجوهر عناصر وممكنات السلوك الكتابي؟

المقال ليس معنيا بلماذويات الكتابة وإنما بكيفياتها!!

قد يقول قائل أنتَ تميل إلى تسطير ما يعتري الكاتب، وهذا إنحراف في قراءة المقال وإسقاط ما فينا عليه، بينما هو إقتراب يتصف بدرجة ما من العلمية المعاصرة.

فالكتابة من منتجات الدماغ الفاعل المتفاعل مع العقل، ولكي يتمكن الدماغ من التواصل مع العقل، لابد من دوائر عُصيبية ذات سرعات قادرة على إستحضار الأفكار لمجالاتها الكهرومغناطيسية، وكلما زادت سرعنها تنامت جاذبيتها، وإن فترت خارت ونأت عنها الأفكار.

وتمتلك الدوائر سرعها العالية بالتكرار الذي يزيد من قوتها وقدراتها للجذب المتميز الأصيل.

والدوائر يجب أن تنشط في منطقة (ويرنكا) بالفص الدماغي الجداري الأيسر، وتمتلك تواصلاتها النبيهة القادرة على تغذية منطقة (بروكا) بالفص الدماغي الأمامي الأيسر، لتوعز بأوامرها الحركية للتعبير الكلامي والكتابي.

وهذه العملية المعقدة ربما تفرز موصلات ما بين العُصيبات لتأمين المشاعر الإيجابية المرافقة لنشاط الكتابة، مما يساهم في ديمومتها وتحبيبها، وتعزيز الإدمان عليها.

فهل أن الكتابة لعنة؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم