أقلام حرة

سوط صوت الاعلام

استهل المقال بمعلومات ثقال حتى ننتبه لما يقال، هل تعلمون ان الكيان الصهيوني استخدم الاعلام قبل ان يظهر للوجود في فلسطين ورسخ دولته في العقل العربي والاسلامي قبل التاسيس، وصحفه اليوم مثلا صحيفة هآرتس صدرت سنة 1910 وصحيفة يديعوت سنة 1939 وصحيفة معاريف سنة1948 وصحيفة دافار سنة 1925، هذه الصحف التي لازالت تصدر حتى يومنا هذا في فلسطين المحتلة، ويقال ان الصحافة الورقية انتهت .

واما الاعلام المسموع فقد بدات اذاعة صوت الكيان الصهيوني سنة 1940 وصوت الجيش الصهيوني سنة 1950، ومن ناحية النشر فقد سيطرت الصهيونية على عدد كبير من دور النشر في العالم بحيث  ان بين سنة 1943 و1944 قامت المنظمة الصهيونية الامريكية بنشر مليون منشور وكتيب وزعتها على مختلف المكتبات والهيئات والشخصيات الاجتماعية والسياسية والثقافية في العالم

المعلوم ان الكيان الصهيوني احتل فلسطين سنة 1948 بينما وسائل اعلامه كانت تعمل قبل ذلك، وبخصوص السينما فان هوليوود هي حكرا لهم وقد صرح الممثل الامريكي المعروف مارلون براندو سنة 1996 من على شبكة سي ان ان بان هوليوود تدار من اليهود، وقد  اثار عاصفة من الجدل وتحت التهديد والقتل اجبر على الاعتذار لان تهمة معاداة السامية كانت حاضرة له واستطاع اليهود من خلال افلام هوليوود غسل ادمغة وحشوها بافكار سامة وبالاضافة الى ذلك حققت مليارات الدولارات ارباحا من بيعها افلامها للعرب والمسلمين .

ونحن العرب كان لنا السبق في الصحافة والاعلام فقد كانت اول صحيفة عربية صدرت في لبنان على يد خليل الخوري سنة 1858 وكانت تحمل اسم جريدة (حديقة الاخبار) وصدرت بعدها عشرات الصحف، ولكن ما هي النتيجة والتاثير امام خمس صحف صهيونية؟

واليوم لو نتابع الاعلام العربي عموما والعراقي خصوصا وهو يبث اكثر من الف قناة فضائية عبر قمريه الخاضعين الى الصهيوامريكية نيل سات وعربسات تجدها عاجزة عن تقديم ما يرتقي بالثقافة العربية والاسلامية بل انها عبء على الثقافة العربية والاسلامية الا ما ندر منها ولا تاثير لها على العقل الاسلامي وان اثرت مصيرها الحجب وظاهرا يكون الحجب بامر عربي باعتبارهم مالكي القمرين الا ان واقعا يكون بامر صهيوني .

وانا اعرف مؤسسة اعلامية اصدرت خلال سنة اكثر من مليون نشرة ومجلة واصدار واغلبها او لم تكن كلها وزعت مجانا والذي تم بيعه فانه بيع بسهر رمزي وما حركت او نهضت بالثقافة الاسلامية في بلدي بما يناسب وما صرف على هذه المؤسسة بل انها ذهبت ادراج الرياح

نحن في الاعلام نبحث عن الشهرة وعدد القراءات او المشاهدات وهذا يتحقق بالاعلام الشعبي الذي ينشر الجرائم والغرائب والتوافه التي يتعامل معها شريحة كبيرة من المواطنين وبالتالي يكون غسيل ادمغة من غير استخدام الصابون وجعلها اي الادمغة مكب نفايات .

لماذا يصدق العربي كل ما تنشره وسائل الاعلام الامريكية او الصهيونية دون التحقق من صحتها لاسيما الاخبار التي تنال من رجالاتنا . نعم في بعض الاحيان ينشر الاعلام الصهيوني انتقادا او فضيحة لمسؤول صهيوني وهذا اما كذب او ان هذا المفضوح انتهت ورقته، او تنشر تمجيد لمقدس اسلامي لتخدير العقول وجعلها تصدق بحيادية اعلامهم واليوم لو سالت اي مسلم هل يراودك الشك بان امريكا كذبت في ادعائها انها قتلت اسامة بن لادن ؟ ستكون النتيجة كبيرة بالنسبة الى (نعم)

حتى الدعايات التجارية تستخدم لتسميم العقول وتستهدف الاديان لاسيما الاسلامي والمسيحي، واتذكر الاستهتار الذي اقدمت عليه شركة (نايكي) العالمية لصناعة الملابس والاحذية الرياضية عندما استخدم اسم مقدس اسلامي على احد منتجاتها وثارت الجهات الاسلامية على هذه الشركة وبعد ان كسبت الدعوى ظهر رئيس الشركة للاعتذار وسحب الشعار ولكن هل تعلمون كم صنعت وسوقت خلال فترة المحاكمات؟ لقد سوقت ما لا يمكن سحبه من الاسواق العالمية وان تم سحب جزء منه من الاسواق ولكن الذي تم بيعه للمستهلكين كيف يتم سحبه؟.

ودعاية اخرى لاحد انواع الصابون يقول مقدم الدعاية انه فعال وينظف كل شيء حتى العربي .. ويا للاسف عندما يتهافت حكام العرب لاسترضاء الصهاينة وحكام البيت الابيض .

انه سوط  صوت الاعلام المبرح الذي يترك جروحا لا يندمل وان اندملت يبقى لها اثرا على الجسد والعقل.

***

 سامي جواد كاظم

في المثقف اليوم