أقلام حرة

لابد من تصريف البضاعة

الاقتصاد عرض وطلب والانتاج يكون سلعي او خدمي، والسلعي هي البضاعة الملموسة مثال ذلك الصواريخ والطائرات والقنابل والدبابات وبعض الاسلحة الكيمياوية، والخدمي هي العلاجات الطبية والنفسية وغيرها .

في امريكا معامل انتاج وتطوير الاسلحة وهذه المنتوجات لابد لها من مستهلك فاذا لا يتم تصريفها فالمعامل تخسر وتغلق، وفي روسيا كذلك وبقية الدول كذلك، ومن بين اسلوب تصريفها بيعها في السوق السوداء للعصابات وللانظمة الطاغوتية، اشعال الحروب والفتن بالاتفاق بين الشياطين الخمسة دائمة العضوية .

في الولايات المتحدة الامريكية احدى النقاط الخلافية بين الحزب الجمهوري والديمقراطي هي كيفية تصريف هذه الاسلحة فالجمهوري يشجع على السوق السوداء والديمقراطي يشجع على اشعال الفتن .

ومن هذا المنطلق الامثلة كثيرة على هكذا تصريف للاسلحة، قبل عشر سنوات اعتقد كتبت مقالا على خبر امريكي تدعي وزارة الحرب الامريكية ان طالبان استولى على شحنة اسلحة في افغانستان كانت في طريقها للقوات الامريكية وهذا الخبر هو للرد على الاتهامات الموجهة لهم عندما ضبطت القاعدة وهي تقاتل باسلحة امريكية حديثة الصنع يستخدمها الجيش الامريكي وهذا دليل اثبات على تورط امريكا في دعم القاعدة، في حينها رد على مقالنا فريق التواصل الامريكي للخارجية الامريكية بعبارات بذيئة واكاذيب حتى انها لا تنطلي على الاغبياء وكان محل سخرية من قبل الاخوة القراء والمعلقين، ومثال على الفتن الامريكية هي حرب السعودية والامارات ضد اليمن التي كانت افضل سوق لتصريف الاسلحة الامريكية القديمة، صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأردنيين، أن أفرادا بالمخابرات الأردنية سرقوا أسلحة أرسلتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والسعودية إلى الأردن لمقاتلي الارهاب ما تسمى المعارضة السورية، وقاموا ببيعها لتجار سلاح في السوق السوداء. والاسلوب الاخر هو بيع القديم والمستهلك على الانظمة العميلة او الغبية فترى الصفقات تبرم بين البيت الابيض وهذه الانظمة بمليارات الدولارات حتى يتم تفريغ مخازن البنتاغون لغرض خزن الجديد .

هذا الامر بعينه اقدمت عليه روسيا ولان روسيا ليس فيها سوق سوداء الا ان لها عملاء فكانت سابقا تصدر لهم القديم والان نزلت للساحة لاستخدام القديم في سوريا واوكرانيا واياكم ان تستبعدوا ان يكون هنالك اتفاق بين روسيا وامريكا على هذه الحرب وفي نفس الوقت تقوم روسيا وكذلك امريكا من خلال الحروب تجربة الجديد من الاسلحة لمعرفة دقة تصويبه وتدميره للبشر .

الاسلوب الاخر لتصريف الاسلحة هي تشكيل الاحلاف والقيام بتدريبات او مناورات بالاسلحة الحية في مناطق معينة لتحقق ثلاثة اهداف تصريف الاسلحة القديمة وتوجيه رسالة للطرف الاخر وشراء اسلحة جديدة لانها سوق من اسواق تصريف الاسلحة حلف الناتو انموذجا .

واما الانتاج الخدمي فانه يتم عن طريف تفشي الفايروسات المصنعة في مناطق معينة ومستهدفة حتى يكون المستهدف ومن يخاف من الاستهداف بامس الحاجة للعلاجات المطلوبة التي تعدها سلفا دول الشياطين الخمسة قبل ان يتفشى الفايروس ومن ثل هذه الكوارث حدثت كثيرا انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير وجنون البقر ومتحورات كورونا . 

واليوم روسيا تقدم الادلة على وجود مصانع لهذه الاوبئة في اوكرانيا وبادارة امريكية لتصنيع هذه الفايروسات واستهداف الحكومات التي لا تسير في ركب الصهيونية .

ونوع اخر من السلع الخدمية هم العملاء والجواسيس او ما يسمى خبراء التفتيش تحت مظلة الامم المتحدة القرقوزية.

***

 سامي جواد كاظم  

 

في المثقف اليوم