أقلام حرة

الزهايمر (الوطني)

فاطمة الزهراء بولعراسبداية اعتذر عن هذه التسمية وهذا العنوان الذي قد لايكون صحيحا ولا دقيقا  في نظر الأطباء والمختصين ولكني أعتقد أنه  يعبر عن شعور مجموعة من المواطنين ومنهم كاتبة المقال عما يجري في بلدنا من حالة القهقرى والرجوع إلى الوراء

وأتساءل بصدق وبراءة لماذا يعود النظام إلى الأسماء القديمة ليوليها مسؤوليات جديدة؟ وما الهدف من ذلك؟ خاصة وأن هذه الأسماء لم يثبت أنها قدمت شيئا ذا بال اللهم إلا ما يقدمه كل موظف في عمله الروتيني اليومي

لست ضد  الأشخاص ولا ضد اسم من الأسماء ولكني أومن لأن للسن أحكامه وللزمن حكمته . لذلك فالكبير علينا أن نستفيد من خبرته (إن وجدت) ولا نعينه مسؤولا على أجيال (تسخر منه). والنظام يعرف جيدا صراع الأجيال واختلافها في كل شئ فلماذا يصرّ على ملء مجالسه بأصحاب النظارات الطبية وأطقم الأسنان الصناعية؟

وإني لأتساءل بحسرة: أين ذهب آلاف الدكاترة الشباب  في القانون والعلوم السياسية، وغيرها من التخصصات كي يعين النظام أشخاصا من (الماضي) ؟  ألا يعلم النظام أن لكل زمن رجاله (ونساؤه) بالطبع ؟أم أن النظام بدوره دخل في حالة من الزهايمر الوطني فالتبس عليه الأمر ولم يعد يذكر سوي زمن واحد وهو الماضي وهكذا أصبح يعيش فيه وله وينسى واقعا مريرا يتخبط فيه أبناءه الشباب.

هناك الكثير من الأسئلة الاخرى التي نود طرحها على النظام لكنها ستكون عديمة الجدوى أمام هذا الزهايمر الوطني الذي أصابه  ،وحسب علمي فلا شفاء من هذا المرض الذي يصيب كبار السن ،ولذلك فلا أمل في أن يغير هذا النظام من سلوكياته المثيرة للاستغراب والاستنكار معا.

فهل ينتظر الشباب أن يرحل الشيوخ كي يستلموا وطنهم؟ وهل  هناك حياة تبنى على الموت؟

لماذا لا (ينتصح) النظام مما يسمع؟ ولماذا لا ينظر إلى غيره من النظم التي تعمل على التجديد كي تستمر فورة الشباب ،بينما تستفيد من تجربة (الشياب) بطرق  أخرى عديدة ومختلفة.

لست في زمن  الشباب حتى يعتقد البعض أنني أسخر من  كبار السن كما أنني أحترمهم وأثق في خبرة بعضهم وتجربتهم، وأعرف جيدا  أن الشيخوخة مرحلة يبلغها كل حي إذا قدر الله ذلك، وهي سنة من سنن الحياة ،لكني أعرف بكل تأكيد انه رغم أهميتها فلها قيودها التي تمنعها من ممارسة مهامها  وأقلها هي قيودها الصحية والاستثناءات منعدمة  أو تكاد.

***

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في المثقف اليوم