أقلام حرة

النظري والعملي!!

صادق السامرائيالقرن الحادي والعشرون عملي لا نظري، وعلينا أن ندرك قوانينه وضروراته اللازمة للتفاعل والإنجاز.

فلا قيمة لأي شيئ يتسم بالتنظير والتسطير مهما كان نوعه ودرجة إتقانه ، فالواقع يساوي العمل، وهي حقيقة حياتية معروفة منذ الأزل.

فالدين العمل، وليس الخطابات والمواعظ الفارغة من التعبير العملي الصادق، وبسبب الإمعان في التنظير المسهب، اصبح الدين عسيرا، وكل يجتهد بالتنظير لتعسيره، أما العمل فأنه مستتر تقديره قال.

ومن هنا فأن معظم كتاباتنا النظرية لا قيمة لها ولا دور في صناعة الحياة، وستبقى تتدحرج في خنادق الإهمال والإغفال لأنها لا تجدي نفعا.

فلننظر إلى (الديمقراطية)، وماذا فعلنا بها بخطاباتنا وكتاباتنا التي لا تتوقف، وحينما ننظر إليها في الواقع نجد ما يعبر عن الفساد وسقوط القيم والأخلاق، وغياب الإنجاز الصالح للمواطنين.

وهكذا في كل حالة، أيا كانت، نغوص في مستنقعات التنظير ونهمل الآليات العملية والمهارات الإنجازية النافعة.

التنظير سلوك هروبي إنتكاسي، يوهمنا بأننا نقدم شيئا ما، وما نفعله هو تدمير كل شيء.

فمن الواجب العودة إلى الواقعية العملية، وبمفاهيم العصر المفعم بالجد والإجتهاد والنشاطات الإستثمارية المتجددة، المؤدية إلى نتائج ذات قيمة تطبيقية عالية الجدوى.

الإنتقال من النظري إلى العملي بحاجة إلى مجاهدة وقدرات عقلية، تتمكن من تحويل المفردات النظرية إلى عناصر فاعلة ومتحركة في الواقع اليومي، ومعظم المجتمعات القوية قطعت شوطا متقدما في تحويل النظريات إلى آليات عملية متجسدة في الحياة.

ولهذا فكل فكرة صارت قابلة للتصنيع، وفتح آفاق متجددة لولادات إبداعية أصيلة.

فهل لنا أن نتوقف عن السباحة في أحواض النظريات، ونتعلم كيفيات أعمل؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم