أقلام حرة

وداعا زهرة المدائن؟

محمد سعد عبداللطيففي مشهد تاريخي إستثنائي بعد ظهر أمس، وفي مشهد جنائزي، وفي السرادق المقام في قدس الاقداس وأمام شاشات العالم كان الوداع الأخير لمدينة الحقيقة. ولمدينة السلام والزيتون والزعتر والليمون، منع المشيعون من حمل الجثمان، بكيت حتي انتهت الدموع سألت عن محمد ويسوع، حزينة بالفعل يامدينة مريم البتول، هل سمعتي وبكيتي، عندما اهان الصهاينه حرمة جسد الفتاة الطاهرة البتول بنت مدينة السلام قال نتنياهو عن زكريا وسليمان وداوود، وعن بابل ودفاتر التاريخ والجغرافيا، وحكاوي بوشنر صهر ترامب مستشار الامن القومي وحكاية مصطلح نتنياهو الجديد مدينة الحقيقة، وأجدادة اليهود، فاض نهر جنوني وأنا أواجة الجنون بالجنون عن مدينة الحقيقة، التي تحدث عنها نتنياهو، أخاف بعد ذلك أن أبوح بالعنوان، كل الذي اطلبة من كل العالم أن يقرأ سورة الرحمن، حزينة حجارة الشوارع، حزينة مأذن الجوامع، من يقرع أجراس الكنائس، التي وحدتها دماء شرين. وانا احاول أتصور شكل الوطن، أثناء الوداع الاخير لزهرة المدائن وصوت فلسطين كل فلسطين وباعلان وفاة العرب، فلا قهوة في عدن، ولا سمك ولا مياة في الفرات ولا النيل، ليس هناك حزن وليس هناك من يحزنون، ومازال ياوطني في دمي رائحة الثورة والزعتر والليمون،

باسم كل الملايين ياوطني نعلن الحداد والعصيان، قررنا ياوطن أغتيالك بالسفر وانت ياوطني تنام علي حجر، ونحن نبحث عن وطن، في ركام المعارك عن دفاتر وقلم، ليكتب التاريخ يوما كان هناك وطن ولا عزاء للعرب.

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب مصري وباحث

في المثقف اليوم