أقلام حرة

التركيز على الدين لا يعين!!

صادق السامرائيالكتابات السائدة تتناول مواضيع دينية بحتة، وكأن الأجيال لم تكتب في الدين، ولم تُعمِل عقولها في النصوص الدينية، وما تركت أكداسا من الموسوعات والكتب الضخمة.

المواقع والصحف ووسائل الإعلام  تزخر بما هو ديني قولا وكتابة، والدين لا وجود له في الواقع العملي.

فالدين أقوال منطوقة ومكتوبة، أما الدين العمل، فنوع من الخيال البعيد وكأنه السراب.

ومن الواضح أن المجتمعات التي تكثر فيها الخطابات الدينية متأخرة وضعيفة، ومهملة لمقومات الحياة الأساسية، كالزراعة والصناعة والتعليم والرعاية الصحية، فالناس فيها تعاني من الجوع والفقر والقهر، ولا تملك القدرة على إطعام نفسها، وتابعة وخانعة للآخرين.

وهذه حالات قائمة ومؤلمة، ويمكن القول أن التفاعلات الخطابية المؤدينة، تساهم في تأمين أسباب ودواعي الهرب من مواجهة التحديات، وتوهم الشخص بأنه يؤدي واجبا مهما، لأنه يتخذ من الدين وسيلة للتعبير عن تطلعاته الخيالية التي لا وجود لها في الواقع.

ولهذا فالناتج القولي تهكمي تظلمي عدواني، ويسعى لإطلاق الشرور من مكامنها، وتحويلها إلى طاقة فاعلة في الواقع، مما يساهم في تنمية الخراب والدمار، وإنتشار الفساد الذي يُسمى بغير ذلك، وفقا لرؤى مؤدينة ترفع رايات الغنيمة.

ولا يمكن لمجتمعات مخدرة أو منومة بهكذا خطابات أن تتفاعل بإيجابية مع الحياة، لأنها تكرِّهها بها، وتحبب إليها الموت المرهون بالنعيم في جنان الخلد.

ويمكن القول أن سيادة الكتابات والخطابات المؤدينة من أهم الوسائل القادرة على إستعباد المجتمعات، وتدمير الطموحات ومصادرة القيم والتقاليد، وهي تعلق أسباب الويلات على مشجب الآخرين.

فهل لنا أن نكتب في مواضيع ذات قيمة وأهمية للحياة، وترى أن الدين الحقيقي يتجسد في صناعة الحياة الحرة الكريمة التي تعلي قيمة الإنسان، لا أن تلقيه في جحيمات سقر بإسم الدين، وفقا لأضاليل وأوهام ودعوات للإنقضاض على الحياة، وكأنها متاجرات والناس بضائع مجانية تدر أرباحا جمة على أصحاب مهارات الخداع والتدجيل!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم