أقلام حرة

الذكرى الخامسة والخمسون على النكسة ودماء علي الأسفلت!!

محمد سعد عبداللطيفيهدأ نهر التاريخ حينا، ويهيج حينا، وترتفع صرخات حول أقدس بقاع الدنيا. القدس لنا قالتها طفلة لجندي من قوات الإحتلال منذ يومين. فتم إعتقالها، .

اتدرون لماذا بكاء هذة الطفلة. لإنه أول من يعبر عن ألم يعبر عن جروح وهموم أمة جريحة. تعيش بين ركام معارك وبين أرواح تزهق ودماء تسيل واعراض تنتهك.. وبيوت تهدم. والبيت الأبيض يضحك بكاء علي امة نائمة. لاتستفيد من الحياة!!. ودموع أقرب الي تصرخ مستغيثة باحثا عن حلمك العربي والإسلامي. تستغيث. ولامجيب والمسلمون يذقون الويلات والإنهزامات والاتقسامات

 إن بكاء الطفلة أمس وتقيد يديها من الخلف بالحديد امام أمها لهي رسالة للضمير العالمي وازدواج المعايير. (بين شعب الله المختار وشعب الله المحتار). أحيانا البكاء يعانق حبر قلمي ودموع علي الخريطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. إن شعبنا العربي في فلسطين والمرابطون حول باحة المسجد الآقصي . شابت الرؤية والخطة للقوي الإقليمية الداعمة لهذا الشعب في ثوراتهم ثم كان الخذلان الفظيع من عموم الشعوب. للقضية الفلسطينة. بعد عمليات التطبيع. فالعرب يعيشون الأن أكبر النكسات. بعد الربيع العربي، ففي سوريا سرعان ما تحولت الي حرب اقليمية ودولية شاملة ليس لها من سوريا سوي المكان ولا من الثورة سوي العنوان. . في اليمن السعيد أصبح تعيث بين الكهوف والفقر والأمراض وفي ليبيا ثورة بلا عنوان ولاهدف. الكل ينتظر. الكعكة من عملية إعادة المعمار وأصبحت فصائل وجيوش من المرتزقه والحصول علي النفط. وفي السودان خرجت من عباءة العرب الي التطبيع. تلاحق حظيرة المهرولون ناحية "تل آبيب" والعراق لاحول له ولاقوة بين المذهبية والعرقية والطائفية. والإنقسامات والأطماع الدولية والأقليمية. كذلك لبنان يعيش أكبر ازمة اقتصادية والمغرب صراع مع الجزائر،وتونس مازالت في اول التجربة تعيش الأن حالة من الصراع الداخلي علي الحكم. ومصر الولادة متعثرة وأزمة اقتصادية عالمية. احتمال تطيح بنظم واحتمال تتعرض 11دولة عربية للمجاعه.

هناك من يقفز فوق التاريخ. والصراعات والبشر. والإقتصاد والسياسة والعالم بطريقة مرفوضة.

وهناك جزء من العالم لايهمة امرنا في شيء راح يصفق لة وهناك جزء من العالم العربي يراقب بسلامة وكأن الآمر لا يعنية وذهب الي التطبيع والجزء الآخر مضلل في كل ما يحدث غابت عنة الحقائق.. وجزء دخل في ثبات شتوي طويل. خوفا من فقد الكراسي وخوفا من غصب الامريكان وأحفاد العم سام ومازال إنفعالي الشديد في كل ذكري انفعال يتدفق منة الإحتدام دموع من دموع الإخفاق. للآسف الشديد. دموع بلآ بكاء.. لنتذكر كل عام اصل المثل "لا تبكي على اللبن المسكوب وهي قصة قديمة. ولكنها حقيقة لما حدث في عالمنا العربي. يقال أن أحد التلاميذ الإنجليز كان يأوي إلى فراشه كل ليلة ليتذكر ما وقع فيه من أخطاء، وكان هذا يصيبه وهم وقلق كبير،، وذات يوم فوجئ هذا التلميذ وأصدقاؤه بالمعلم يدخل عليهم الفصل،ومعه كوب من اللبن وضعه أمامهم، وتعجب التلاميذ وأخذوا يصرفون أبصارهم تجاه كوب اللبن والأستاذ ساكت لا يتكلم. . وفجأة ضرب الأستاذ كوب اللبن بيده فكسره، وسال اللبن على الأرض، ثم أمر المعلم تلاميذه أن ينظروا إلى هذا اللبن السائل، وقطع الزجاج المبعثرة علي الارض، وقال لهم إنكم لن تستطيعوا أن تعيدوا هذا الكوب إلى ما كان عليه، وما عليكم إلا أن تلملموا هذا الزجاج المكسور، ثم تواصلوا العمل مرة أخرى، ومن يومهـا تعلم هذا الصبي ألا يندم على أخطائه إلا بالقدر الذي يفيده في المستقبل من دروس فمتي نتعلم نحن العرب من الدروس. ومن صرخة طفلة علي ابواب باحة المسجد الأقصي تستغيث بحوالي مليار مسلم وعربي في ذكري النكسة(القدس لنا).

***

محمد سعد عبداللطيف

كاتب مصري ومتخصص في الجغرافيا السياسية.

 

في المثقف اليوم