أقلام حرة

الشارع العراقي ينتظر ساعة الصفر عقب إعلان تشكيلة حكومة المالكي

جمعة عبد اللهالعملية السياسية في نزاعها الأخير، في إعلان فشلها التام بعد عقدين من الزمن، فقد وصلت الى طريق مسدود بالانسداد والانغلاق السياسي التام، لم تجلب من حياتها الطويلة، سوى الفوضى والعنف والفساد، والتناحر الشديد على المناصب، باعوا الوطن بسعر زهيد للأجنبي، واصبحوا ذيوله الطويلة، يقدمون العراق على طبق من ذهب بكل خسة ودناءة . لم تجلب العملية السياسية الفاشلة سوى الطائفية والحرب الاهلية والدماء ونهب المليارات الدولارية وازمات وانعدام الخدمات، وكان العراق يسير في ظلها من السيء الى الاسوأ، فكانت الانتخابات البرلمانية المتعاقبة عبارة عن تدوير النفايات السياسية، وتفاقمت الازمات والتشنج السياسي اكثر من أي وقت مضى، واهملوا الشعب كلياً من حساباتهم، والانتخابات الاخيرة كانت مسماراً في تابوت العملية السياسية الهشة والكسيحة، بأن الخاسر لا يعترف بخسارته في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وهذه المصيبة الكبرى بأن الأحزاب الاسلامية الطائفية لا تعترف بالديمقراطية جملة وتفصيلا، لا تحترم صوت الشعب واختياراته الحرة، لهذه السبب منذ اكثر من ثماني اشهر ولا انفراج في الافق، بل يعملون جاهدين على شل العملية السياسية بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة، بدعوات مزيفة ومحرفة بالاحتيال بأنهم الكتلة الاكبر، رغم خسارتهم المدوية، وباتوا يفرضون شروطهم بأن تكون لهم حصة من تقاسم الكعكة الوزارية، وإلا التهديد والوعيد والاحتكام الى لغة السلاح، وبأخذ العراق الى الفوضى واراقة الدماء، طالما يمتلكون مليشيات مسلحة وتقف ورائهم ايران، وسدوا كل المجالات السياسية في الاحتكام الى اختيارات الشعب في الانتخابات الاخيرة، وليس لهم استعداد ورغبة في حل البرلمان والذهاب الى انتخابات برلمانية جديدة، لأنهم يدركون بأنها ستكون هزيمتهم ساحقة ومدوية اكثر من خسارتهم الحالية، وامام انعدام التفاهم السياسي وعدم احترام الدستور والقانون، وانعدام فرصة التفاهم، اضطر التيار الصدري الانسحاب من العملية السياسية، لانها كانت عبارة عن فساد وعنف واراقة دماء وازمات ومشاكل لاتنتهي، وتقدمت الكتلة النيابية الصدرية استقالاتها من البرلمان الحالي (74 مقعد برلماني) ولكن بكل صلافة وعدم احترام التعامل السياسي المسؤول من جانب الاطار التنسيقي، وجدوا ان تقديم الكتلة الصدرية البرلمانية استقالتها،  بأنها فرصة ذهبية لهم بأن المقاعد التيارالصدري (74 مقعد) ستوزع عليهم، وبذلك يكون بأمكانهم تشكيل الحكومة واختيار (نوري المالكي) الى رئاسة الوزراء، واختيار مرشح لمنصب رئيس الجمهورية . ولكن التيار الصدري يلتجئ الى الشارع وتحريك التظاهرات العارمة في المدن، ولا يمكن ان يستخدام العنف الدموي كما حصل مع انتفاضة تشرين المجيدة التي قمعت بالعنف الدموي المفرط، بالقتل والاغتيال والخطف، هذه المرة بأن المتظاهرين لهم سند وظهر قوي، واي عنف دموي ضدهم سيقابل بالمثل، عند ذاك سيكون مصير العراق على كف عفريت مجنون، والى المجهول، الى العنف واراقة الدماء . عندها ستسقط حكومة نوري المالكي لا محالة، ولكن العراق سيذهب الى الجحيم . ان الشارع السياسي والشعبي ينتظر ساعة الصفر حال إعلان تشكيلة حكومة نوري المالكي، وسيدخل العراق في دوامة العنف واراقة الدماء ...

والله يستر العراق من الجايات !!

***

جمعة عبدالله

 

في المثقف اليوم