أقلام حرة

الأمية العلمية!!

صادق السامرائيالمستقبل علمي صناعي، والمجتمعات القوية تهتم بالبحث العلمي والإبتكارات التصنيعية، فالعالم يسير على سكة معبّدة بالعلوم، والدول المتقدمة تخصص ميزانيات ضخمة للنشاطات العلمية.

ويمكن تقدير القوة العلمية لأي بلد من براءات الإختراعات الممنوحة فيه، ومن الواضح أن دولنا تأتي في آخر القائمة، لأن الأمية العلمية تعصف بأرجائها ، فتمحنت بالمشاكل وعجزت عن حلول ذات قيمة عملية، وأصبحت تتوسل بالدول الطامعة فيها لحل مشاكلها، وتتناسى بأنها تحقق مصالحها بواسطتها.

فالدول القائدة للعالم هي الفائزة بأكثر براءات الإختراعات، وقد إنطلقت دول أسيا الشرقية في الربع الأخير من القرن العشرين نحو التأسيس لمراكز للبحوث العلمية، وحشدت الجهود لبناء القاعدة العلمية اللازمة لتقوية  الحياة وتطويرها، وأكثرها نجحت وإنطلقت في مسارات أوصلتها إلى مصاف الدول المتقدمة، فبرعت بالصناعات المؤثرة في الحياة المعاصرة.

ودول الأمة متمحنة بالمعضلات، لأنها تناست العلم وأنكرته، وأشاعت الجهل ورسخت الأمية الشاملة، حتى أن مناهج تعليمها بدت خارج العصر، لإندحارها في موضوعات بائسة وتصورات سوداوية ظالمة.

وصارت أدمغة مجتمعاتها محشورة في زوايا دينية حادة، ومؤججة بأضاليل وأوهام وعواطف سلبية خانقة حانقة تدفع للإنتقام والإنهزام، فغاب العلم وتسيَّد الجهل والإحتران.

فالمطلب الشافي يتمثل بالإنطلاق في دروب العلم، والإهتمام بمناهجه وبمراكزه البحثية، وتشجيع إرادة الإبتكار والإختراع، وحث الشباب على الإبداع التقني والتكنولوجي اللازم للنهوض والبناء.

فلا خيار سوى الإستثمار في المستقبل العلمي للأمة، فعندها ستنتصر على التحديات وتؤسس لمنطلقات حضارية أصيلة.

فهيا إلى ميادين العلم والبحث العلمي!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم