أقلام حرة

الصراع بين الصورة والنص!!

صادق السامرائيعصرنا تتسيَّد فيه الصورة ويخبو النص، فالصورة أصبحت تتكلم بصوت أعلى من الكلمات المكتوبة، فكيف للكلمة أن تستعيد دورها وتأثيرها وقيمتها؟

هل تنبهنا لذلك، أم لا زلنا نعيش في القرن العشرين؟

المكتوب لا يُقرأ، فالصورة تختصر المقالات والكتب والدراسات، وتخاطب العقل والقلب والوجدان، وتقدم دليلا ناطقا بالبرهان.

الكتابة بالعربية بحاجة لثورة تجديدية جذرية لكي تستعيد قدرات التواصل الممتع مع القارئ، وبدون ذلك ستتحول إلى هذربة وهذيانات، تشيح عنها العيون.

فالذين يقرأون يتناقصون، والعلة الأساسية في الكاتب الذي يتوهم الكتابة، ويحسب أن ما يسطره نافع وجذاب للعقول والقلوب، ويغفل تقنيات الكتابة ومقوماتها الإبداعية اللازمة لتقديم الكلمة على طبق بلاغي منيف.

الكتابة بحاجة لأسلوب وتقنيات ومفردات، وقدرات عالية لسبك الأفكار في عبارات قليلة دالة ومؤثرة في الألباب.

الكتابة ليست سلوكا ديمقراطيا بل ملتزما ومنتظما ومتبصرا، وتتحكم به قواعد وشروط ومنطلقات فكرية وتعبيرية ولغوية صارمة.

إن إهمال ذوي الأقلام لمعنى الكتابة ومسؤوليتها، وخلطهم بين الطيب والخبيث، وتحليقاتهم في الفضاءات النظرية العسلية التدفقات والإنسكابات، يتسبب بأضرار ذوقية وحسية تبني مصدات أمام الكلمات، وتمنعها من التسرب إلى تلافيف الوعي والإدراك.

فالمطلوب أن تتواكب الأقلام مع عصرها، وتستلهم الطاقات المتسامقة في ربوع الحياة المتجددة بالإبداع والعطاءات الفائقة الجاذبية والفِكَر.

واللغة العربية جميلة وغنية بالبديع والروائع، والقدرة على الإتيان بجمان الأثر.

فهل سنرتقي إلى مقام لغة الضاد؟!!

***

د. صادق السامرئي

 

في المثقف اليوم