أقلام حرة

يتحدثون عن الاستقلال وهم من استقدموا المستعمر لتدميره!

ميلاد عمر المزوغيطلبوا العون من الذين دمروا بلداننا واذاقونا العذاب وطمسوا تاريخنا وحاربونا في ديننا ونهبوا خيراتنا، ونفونا الى جزرهم غير المأهولة واشتغلنا في مزارعهم وحاناتهم لعقود، لأجل اسقاط نظام اختلفوا معه في الراي (ان كانوا يملكون راي)،ذهبوا الى بلاد المستعمر لأجل عرض خدماتهم لتنفيذ اجندات اسيادهم،حسنا حقق لهم المستعمر (امنيتهم) سقط النظام ،خلت لهم الساحة اصبحوا يصولون ويجولون في البلاد طولا وعرضا نهبوا ما وجدوه بالخزينة العامة اسسوا مجاميع مسلحة بديلة عن الجيش الوطني يأتمر بإمرتهم وينفد مخططاتهم.

اليوم يتحدث من هم في السلطة عن تدخل القوى الاجنبية في الشأن الليبي، ترى أ لم يدرك هؤلاء انه لا توجد خدمة مجانية، وأن هناك مقابل يجب دفعه وان رغبة المستعمر هي الحصول على اقصى منفعة حدية له وان نكون تبعا له وله في سبيل ذلك بث الفرقة بين ابناء الوطن ليظلوا مشتتين لا يقوون على فعل شيء.

السفير الامريكي يجتمع مع كافة من يدعون الزعامة والسيادة، بل يجتمع مع مؤسسات المجتمع المدني، يتجول في كافة انحاء البلاد ويجتمع مع اعيان القبائل والشايخ والمجالس البلدية لمناقشة الامور الحياتية التي تخص الشعب الليبي ويدعوهم للاجتماع به خارج الوطن ان شاء، يتدخل في فتح واغلاق انابيب النفط والغاز والميزانية العامة للدولة واوجه الصرف، وتحدث عن امكانية اجراء الانتخابات في ظل حكومتين بالبلاد ،الا يعني ذلك انهم يريدون (بل يصرون على) تقسيم الوطن الذي عشنا في كنفه موحدا، في حين ان اقصى ما يمكنه الاجتماع معه هو وزارة الخارجية او رئيس الدولة بحضور وزير الخارجية. وكذا الحال بالنسبة لسفيرة جلالة الملكة التي كانت لا تغرب عنها الشمس

المؤتمر الوطني العام السبب الرئيس فيما وصلت اليه الامور في البلاد، لم يسلم السلطة للجسم المنتخب شعبيا، اتفاق الصغيرات ادخلهم في المشهد السياسي فاطلق عليهم مجلس الدولة الاستشاري، فاذا بهم يتحولون الى غرفة ثانية للتشريع، واليوم بعض سفهائه الذين يدعون الوطنية يتحدثون عن التدخل الخارجي!.

ساستنا ومتصدري المشهد لدينا ادخلونا في صراعات مسلحة لأجل الظفر بالغنائم المتمثلة في خيرات الوطن، جلبوا لنا المرتزقة، واصبحنا ساحة صراع دولية ومحل ابتزاز ومساومة .

يتحدثون عن الاستقلال وهم غير قادرين على ازاحة محافظ البنك المركزي او رئيس مؤسسة النفط او الاستثمارات الخارجية او ديوان المحاسبة، اربع مؤسسات تمثل استقلالية الدولة يتحكم بها الغرب منذ سقوط النظام.

السيد الدبيبة يرغب في البقاء بالسلطة الى حين اجراء الانتخابات وهو يعلم ان مقررات جنيف قد تجاوزها الزمن واصبحت من الماضي، وأنه والمجلس الرئاسي عليهم الرحيل، تتصارع الميليشيات المختلفة بالمنطقة الغربية على مناطق النفوذ او تقوم بقفل الطرقات العامة فيغدق عليها الاموال الطائلة (المعروفة بالصريرات) لتعود الى اماكنها وفتح الطرقات لكسب ودها وان لم يفعل فقد تنتقل هذه المجموعة او تلك الى الفريق الخصم، فيفقد المعركة التي قد تكلفه كرسيه المتشبث به.

التظاهرات التي جرت بالأمس (1/7/2022) بمختلف مناطق البلاد لم تواجه بالعنف بالرغم من ان بعضها كان عنيفا، وكان الاستثناء في التظاهرات التي توجهت صوب مجلس لوزراء بطريق السكة بالعاصمة حيث تم استخدام الرصاص الحي من قبل الميليشيات التي استقدمها الدبيبة لحمايته، فسقط ثلاثة متظاهرين مدرجين بدمائهم، يجب محاسبة على هذا الفعل الجبان حيث ان حق التظاهر قد كقلته كافة القوانين والنظم التي تدعي مدنية الدولة ومنها حكومة الدبيبة. استمرار المظاهرات قد يؤدي الى ازاحة من هم في المشهد ومن ثم محاسبتهم.

الحديث عن ان قفل ابار وموانئ تصدير النفط والغاز ،خسارة للوطن في ظل ارتفاع اسعارهما ويحرمه ايرادات كبيرة، ليس صحيحا لان الإيرادات لم تذهب يوما الى جيب المواطن على هيئة مرتبات او خدمات، بل تذهب الى السفهاء الذين يتحكمون في قوتنا والذين اتى بهم الغرب ودول الجوار ليصبحوا ولاة امورنا الابقاء على النفط والغاز بباطن الارض افضل فقد تستفيد منه الأجيال القادمة .

لن تقوم الدولة الا ببناء مؤسسة عسكرية وامنية ونزع سلاح الميليشيات ومن ثم انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة، ودون ذلك فهو مضيعة للوقت واسترار للازمة ونهب لخيرات الوطن. 

***

ميلاد عمر المزوغي

 

في المثقف اليوم