أقلام حرة

العشق القاتل علي خشبة الإعدام !!

محمد سعد عبداللطيفوأسدل الستار اليوم الآربعاء بالنطق بالحكم علي الشاب محمد عادل المتهم بقتل طالبة جامعة المنصورة بالإعدام، ونبدأ رحلة جدل أخري علي شبكات التواصل الإجتماعي،صراع أخر وإستعراض في حلبة صراع داخل ساحات محاكم النقض،بين المحامي المعروف (فريد الديب) محامي الرئيس السابق مبارك ونظامه والمحامي المثير للجدل (مرتضي منصور) المعروف والمسرح مازال النار تشتعل من جانبية والجماهير علي خشبة المسرح . تشعل شبكات التواصل الإجتماعي من حالات الجدل العقيم، ومازال الكومبارس خلف الستائر، يراقب المسرح يتدخل حين تصدر له الأوامر، وخلف القضبان بالزي الأحمر شاب ينتظر المصير من حملات التعاطف معه، بتخفيف الحكم، او ينتظر حادث يغطي الحادثة، لينشغل الرآي العام، في قضية أخري، لتلعب كتائب تعمل علي مدار الساعة، ليضيع معني الحب وسط زحام الشعبوية والفوضي .التي اصبحت من سيمة العصر؟

ليضيع معني الحب وسط صراع مادي، يجب ان نعلم اطفالنا، الحب بمعناه الأوسع "

البعض نحبّهم لكن لا نقترب منهم، فهم في البعد أحلى وهم في البعد أرقى، وهم في البعد أغلى، والبعض نحبهم ونسعى كي نقترب منهم ونتقاسم تفاصيل الحياة معهم، ولا نصافحهم ويؤلمنا الابتعاد عنهم ويصعب علينا. إنّ القضية اليوم قضية حياة أو موت، وإما أن نستسلم لهذة الفوضي، لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، ولکن الحياة أقصر من أن نجعل سعادتنا رهن مستقبل قد لا نراه أبداً، لذلك علينا أن نجد الحبّ كل يوم في كلّ ما هو حولنا، وإلا قد نستيقظ يوماً ولن نرى من حولنا سوى، قتل ورعب، وخوف، وهواجس وظلمة باردة.

الحب الحقيقي هو أن تحب الشخص كما هو، بشكله ولونه وقوته وضعفه، وأياً كانت ظروفه المادية ومستوى تعليمه وثقافته، وأياً كانت وظيفته ومركزه الإجتماعي والسياسي، كثير منا لا يقترب من الأقل منه ثقافياً أو مادياً أو اجتماعياً، ولا من المختلف عنه عقائدياً. فثقافتنا في جوهرها قائمة على رفض الأخر لأنه مختلف، لم نتعلم مفهوم الحب بمعناه الحقيقي الذي يتجلى في التضحية لمن نحب،نحن شعوب تُمثل مشاهد الحب وتبالغ في أداء هذا الدور، لكننا في الواقع لا نعي ماهية الحب بمعناه السامي، ولا نمارسه بشكل حقيقي صادق، نحن نحب تملّك من نحب ضمن شروط شكلية ونوعية مسبقة، وهو حب مُقيّد إلى سلاسل العادات المتخلفة، وليس حراً طليقاً. ۔يجب علي الدولة ان تستثمر فترة الصيف الأجازة المدرسية:- وأن تصبح إجباري دورات لتعليم الفنون والموسيقي والفن الراقي وتقوم بذلك هيئة قصور الثقافة الثقافة الجماهيرية في المدارس والميادين العامة .

أن الموسيقى غذاء كل شيء، الأحلامِ، والخيالات، والقصص التي تفتنك كي تبقيك حيا. مَن يعزف الموسيقى لا يعزف لحنا فقط، وإنما يعزف القسوة، والحب، والخوف، والوحدة التي یعیشها اللحظه الراهنه، یُعبیر ما في الروح من مشاعر. کذلك الحب فی زمن الحروب والأوبٸة والأزمات الإقتصادية، الحب لوحده، أو المعرفة لوحدها، لن يعطونا حياة جيدة،کانت العلاقة بین (آلة موسیقي العُود والعرب) الكثير من التشابه، العُود أكثر الآلات تعاسة، والعربُ أكثر الشعوبِ حُزنا، وأكثر البشر تعاسة. العود عاشق لعازفه، والعربي رأى من البلاد الغدر، والخيانة، والحرب، والخوف، وما زال عاشقا لها. عاشقا حتى الثمالة. وما بینء" الحرب والحب" حرفا واحدا، كتب الجميع عن الحب، وصفوه بكل الصفات، أعطوه مسميات كثيرة تجاوزت حدود معاجم اللغة وقواميسِها. غريبة هي اللغات كيف تختلف وتتشابه؟! تختلف في مسمياتها، تتشابه في أحاسيسِها، تتسابق وتتنافس في مخزون كلماتها التي تصف الحب. يتفوق الحب، لا تعبر عنه لغة، ولا يعطيه حقه وصف.؛- هل قرأ منكم كتاب هذا العام او رواية ادبية .عندما أصبح الفيسبوك والعالم الإفتراضي مصدر المعرفة ؛-

کتب الرواٸي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز الحاصل علی جاٸزة نوبل فی الآداب روایتة الشهیرة عام 1985 ”الحب فی زمن الکولیرا”

ويحكي" ماركيز" في الرواية قصّة حب معقدة تنشأ بين رجل اسمه (فلورينتينو أريثا، وامرأة تُدعى فيرمينا داثا) منذ المراهقة وتستمر إلى ما بعد بلوغهما السبعين في حالة من الحب غير المعقول. وتسرد الرواية مجموعة من التغيرات الإجتماعية والسياسية والنفسية التي طرأت على حياتهما بسبب هذا الحب العنيف، إضافة إلى سرد تفاصيل الحرب الأهلية الدائرة في (منطقة الكاريبي ونهر مجدولينا) في قالب روائي شائق يجمع بين شجون العشق ولوعته، لعنة الحرب وقسوتها، جائحة وباء الكوليرا “ووباء آخر قاتل اسمه الحب “، قالب يكتشف معه القارئ أن الرواية التي بين يديه تحمل في داخلها وصفة سحرية للحب الأبدي، وتفاصيل دقيقة لتلك المنطقة من العالم ۔تستمر الحكاية في بدايتها بطريقة عادية دون أية مفاجآت محتملة، حيث يعيش العاشقان تحت رحمة حب مثالي ومستقر لأعوام عديدة، يتبادلان خلالها الرسائل الغرامية الملتهبة، والورود الملونة، والوعود بالبقاء، ويتعاهدان على الزواج، إلى أن تحل عليهما اللعنة ويتحول حبهما بين ليلة وضحاها إلى جحيم لا يطاق. فبعد معرفة والد فيرمينا داثا بالأمر، قرر مغادرة المدينة إلى الأبد هروبا من العار الذي قد يلحق به، ومفكرا في العثور على زوج مناسب لإبنته المراهقة التي حولها الحب إلى كائن متمرد

في قصة حب معقدة يأخذ فيها "فلورينتينو أريثا " دور العاشق الولهان، بينما تأخذ" فيرمينا داثا "دور الفتاة التي يمنعها والدها عن الحب، ويسد كل المنافذ والطرقات التي تؤدي إليه

هنا تأخذ القصة منحى آخر، وتنقلب الأحداث رأسا على عقب حينما تتزوج فيرمينا داثا (بالدكتور خوفينال أوربينو)، الطبيب اللامع الأكثر شهرة في المنطقة، ومن ثم تجبرها ظروفها الاجتماعية الجديدة، وضغوط والدها المتسلط، وقدسية الزواج الكاثوليكي، على تخطّي حبيبها عامل التلغراف المسكين في مشهد مأساوي وحزين. في غضون تلك الأحداث، يعمل العاشق المهزوم “فلورينتينو أريثا” بكد وجهد حتى يصنع له اسما لامعا ويكوّن ثروة مالية ضخمة تمكّنه من استعادة حبيبته التي أصبحت زوجة رجل آخر، وتعيش حياتها الخاصة برفقة زوجها وأبنائها مثلما يعيش هو برفقة والدته، ومثلما سيعيش وباء الحب القاتل بينهما إلى الأب

تتشابك أحداث الرواية وتتداخل بطريقة مشوقة، إلى أن يلتقي العاشقان أخيرا في جنازة موت "الدكتور خوفينال أوربينو"، زوج فيرمينا الذي مات تحت شجرة المانجا محاولا الإمساك ببغاء عديمة الحياء، وكان وقتها قد مر أكثر من نصف قرن من الزمان على آخر لقاء بينهما، فينتهز فلورينتينو أريثا الفرصة قائلا للمرأة التي مات زوجها للتو: “فيرمينا.. لقد انتظرت هذه الفرصة لأكثر من نصف قرن، لأكرر لك مرة أخرى قسم وفائي الأبدي وحبي الدائم”.وینتشر وباء الکولیرا ۔وینتهز الفرصة بدعوة فیرمینا الی رحله الی البحر ۔فی الیخت الخاص لیهرب من وباء الکولیرا ۔ویکون قریب منها ویطلب من القبطان ان هناك تعلیمات عدم الایقتراب من الساحل بسبب إنتشار الوباء فی الجزیره ومن یقترب سوف یموت لیظل الحب الخالد معه اطول فتره فهل استعجل محمد عادل ليقتل الحب قبل ان يولد ۔۔!!!

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب مصري وباحث في الجغرافيا "السياسية"

في المثقف اليوم