أقلام حرة

جمال الروح سر السعادة

حشاني زغيديالناسُ تفتتنُ بالجمالِ، الماديَّ ويهملون  جمالَ الرّوحِ وقد أودعَ اللهُ فيَنا جمالاً يبهرُ، جمالٌ يأسرُ القلوبَ والأفئدةَ، إنهُ سحرُ جمالِ الروحِ، تلكَ الروحُ التِيِ لا تفنَى معالمُهَا، ولو تغيرَت معالمَ الصورَ الماديةَ .

إنّنَا نظلُ نجرِي وراءَ السّرابِ ِ، نجرِي وراءَ معالمَ الصورَ الفانيةَ، فيأسرُنا بياضَ بشرتِنا وسمرتِها، يأسرُنا حطامَها الفانِي، فكم ننفقُ الأموالَ لنشترِيَ الجمالَ المسروقَ . ومع ركضِنا نغفلُ جمالَ بياضَ القلوبِ وطيبَتها، فنغفلَ بضاعة العفةِ والحياءِ والطهرِ .

و في غمارِ تلك الحياةِ المضطربةِ، تظلَ بضاعةٌ الروح الطيبةَ بضاعةٌ كاسدةٌ، لا تغرِي الطلابَ، هي سر السعادة .

انظروا لمن فقد عزيزا كيف تجيش نفسه بالبكاء، يسكنه  حزن لا يفارق، بفقد من يجب، لا أحسبه يبكي الجسد فالجسد لا يلبث أن يستقر في موضعه، في مكانه المخصوص؛ لكن تعلقنا بالروح لا ينقطع، تستمر التواصل، فالأرواح كالجنود تتواصل، فالود يبقى، وسحر اللقاء يبقى، والمؤانسة تبقى، والوفاء يبقى، والفضل يبقى، والملاطفة تبقى، وتبقى كل شحنة إيجابية تغدي الروح، فيطيب المحبوب حيا وميتا في نفوسنا .

 سحر المادة يتلاشى؛ لكن سحر الروح، لا يتلاشى، يظل يسكن ذاتنا، لا يفارقنا جماله، نأنس به ونسعد على مر حياتنا، ظل نستحضر كل لحظة جميلة .

فكيف َ ننسَى سرَّ جمالِنا السّاحرِ؛ الجمال المودعُ في تلكَ المضغةِ المكرمةِ، صانعةُ السّعادةِ الدائمةِ في الدنيَا والآخرةِ ! .

***

الأستاذ حشاني زغيدي

في المثقف اليوم