أقلام حرة

الدين الاجتماعي

كل الاديان السماوية والانبياء والرسل التي انزلها وبعثها الله عز وجل كانت تنادي بتوحيد الله عز وجل واصلاح المجتمع حسب ما يوجد فيه من موبقات من عبادة الاصنام والبخس في الميزان واكل السحت والزنا واللواط وما الى ذلك من امور جميعها انزلت وبعثت لتقوم المجتمع .

ولان الدين الاسلامي خاتم الاديان فانه لم يبق شيئا من الموبقات والسلبيات الا منعها او صححها وهي الاساس فيما يجب على المسلم ان يعمل عليها، وهي الاهم ومن بعدها تاتي المستحبات والمكروهات.

اليوم اصبحت كثير من المستحبات هي الاساس بل قفزت على حساب الواجبات ونالت من الاهتمام اكثر مما يستحق الاهتمام، فالمشكلة ليس باصل المناسبة سواء كان حدث او شخصية اسلامية المشكلة في استحداث مناسبات وصرف عقول واموال عليها وهي لا تغني المجتمع ولا تسمن، نعم ان الجانب الروحي هو الاساس في الانسان فاذا كانت الروح نقية تمكنت من ان تبدع وفق الشارع الاسلامي ولكن عندما نولي اهتماما خاصا واكثر مما يجب الى الروح دون المادة فاننا لا نستطيع ان نواكب تطور المجتمع فالجانب المادي له حقوقه، وها نحن نعاني من كل جوانب الحياة التي لها علاقة بالجانب المادي فلا الاقتصاد الاسلامي متمكن من مجاراة اقتصاديات العالم الغربي ولا الجانب العسكري ولا الجانب العلمي ولا الجانب العمراني مع العلم كل ابجديات هذه الجوانب متوفرة في الاسلام، وما نعاني منه في العراق خير دليل على ما نحن عليه، فالملايين التي تحي ذكرى الحسين عليه السلام يتحدثون فيما بينهم بان الوضع السياسي والطبقة السياسية بلاء كتب علينا، فاين الجانب الروحي الذي يهذب النفس ولم يتمكن من خلق قادة ؟ فهل غاندي الذي دحر الانكليز مع الاشكال على ما يعتقد افضل منا ؟ كلا الا ان الشعب الهندي بارادته وثقافته تمكن من دحر الاحتلال .

اليوم اصبحت ظاهرة استحداث مناسبات لم تكن معروفة سابقا، الاشكال ليس باصل المناسبة ولكن بضرورة ما يستجد من ظواهر اصبحت اجتماعية اكثر مما هي دينية، ولاننا نريد الارتقاء فاول خطوة هي ان نشخص اخطاءنا ونعترف بها ونصححها، فلو قلت في مواسم عاشوراء حدثت اشتباكات بين بعض المواكب بخصوص الاسبقية في النزول الى ساحة احياء الشعائر فهذا امر لا ينكره احد  وهو مؤسف له جدا، وناتي بحمل نعش لشخصية اسلامية رائعة لا اعلم كيف حدد يوم استشهاده لياخذ حيزا من جهود المسلمين بينما لم ار من يسير على خطاه ويقتدي به بالرغم من انه غير معصوم فحجة البعض ان المعصوم لا يمكن ان نقوم بما يقوم به بينما قول وفعل وتقرير المعصوم حجة علينا ويجب ان نلتزم ونعمل بما اقدم عليه المعصوم واغلبها احكام شرعية نلتزم بها فلماذا الجانب الخلقي الذي يؤكد عليه المعصوم لا نلتزم به من قضاء حوائج الناس والايثار والتسامح وقبول الاعذار وغيرها من المستحبات التي تساهم في تقوية اواصر المجتمع فيما بينهم .

ولو اطلعت على ما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي فحقيقة يؤسف على الجهود من وقت وحتى اموال لنشر معلومات ومناسبات لا تساهم في ارتقاء المجتمع هذا ناهيكم عن صحة المناسبة .

رسول الله (ص) يوصي ابا ذر رضوان الله تعالى عليه يقول له يا ابا ذر من يدعو الله من غير عمل كمن يرمي من غير وتر، وانا لو سالتكم بالله هل نحن نعمل بمقدار 20 % من ما نردد من ادعية فاغلب ان لم تكن كل القنوات الاعلامية الفضائية والالكترونية تجد اكثر من 50% من برامجها قراءة ادعية وقران وخطابة ورواديد، ارجو ان لا يكون خلط بالمطلوب فالدعاء والقران والخطابة امر لا يقبل الجدل وهي خط احمر ولكن هنالك مستلزمات للمجتمع يجب ان يقوم بها المسلم حتى يتحقق المطلوب .

الحسين استشهد من اجل قضية وكان دمه الثمن فالمثمن هو الاغلى فلماذا لا نلتفت الى المثمن ونعيش مبادئ الحسين عليه السلام حينها سنعلم حجم ماساة الحسين وحجم الحزن على الحسين عليه السلام .

***

سامي جواد كاظم

في المثقف اليوم