أقلام حرة

حوار مع العالم المصري د. مدحت خفاجي حول ملف سد النهضة

محمد سعد عبداللطيففائدة سد النهضة الاثيوبى للسودان ومصر وأضراره المحتملة لها؟

صرح عالم مصري واستاذ بجامعة القاهرة وعضو لجنة المياه بوزارة الري المصرية، فائدة سد النهضة الاثيوبى لمصر:

كثر القيل والقال عن خطورة سد النهضة الاثيوبى على الزراعة فى مصر وذلك بدون اى دليل على ذلك. اولا : سد النهضة سيضيف الى سعة بحيرة السد العالى (74مليار) متر مكعب بالاضافة الى "140مليار متر مكعب فيها" . وبذلك يقى مصر من سنوات انخفاض إيراد النيل الأزرق والتى وصلت الى / 25 مليار متر مكعب / بدلا من متوسط (49 مليار) متر مكعب سنويا. وقد حدث ذلك فى الثمانينيات لمدة(11) عاما وليس"7 اعوام " كما فى ايام سيدنا يوسف. وقد ادى السد العالى دوره فى هذه الأعوام فلم تنخفض الرقعة الزراعية فى هذا الوقت بمخزونه من المياه واذا حدث هذا السيناريو ثانيا؛-

 سيقى مخزون سد النهضة" 47" مليار متر مكعب من المياه من الحد من مساحة الأرض الزراعية، خصوصا ان حاجة الأرض الزراعية للمياه زادت من 7،5 مليون فدان الى حوالى (9) مليون فدان ارض زراعية او اكثر فى حالة تنفيذ الدلتا الجديدة فى الغرب. وايضا الحاجات المدنية للمدن زادت من /2/ مليار متر مكعب فى الثمانينيات الى(12 مليار)متر مكعب الأن.

ثانيا: -سيتم تخزين مايزيد عن سعة بحيرة السد العالى من المياه فى بحيرة سد النهضة. وقد خسرت مصر فى اواخر التسعينيات (40) مليار متر مكعب من المياه بإلقائها فى البحر الأبيض ومفيض "توشكى" وايضا العام الماضى القت وزارة الرى ( 19) مليار متر مكعب فى مفيض توشكى وضخ المياه فى الصحراء حوله وايضا فى البحر الأبيض خوفا من انهيار السد العالى لأن مستوى المياه وصلت الى اقصى حد فى التخزين وهو مستوى (182متر فوق سطح البحر) وقد رفض وزير الرى زيادة مساحة الأرز الى / 3 مليون فدان / كما نصحه خبراء وزارة الري لاستعمال تلك المياه بدلا من إهدارها.

ثالثا: سيقل البخر فى بحيرة السد العالى الى 7،5 مليار متر مكعب بدلا من (10 مليار متر مكعب) حاليا لانخفاض مساحة بحيرة السد العالى وبذلك نوفر (2،5مليار متر مكعب يمكنهم رى نصف مليون فدان زيادة على المساحة المزروعة حاليا). رابعا: -

ستنخفض مستو ى المياه فى بحيرة السد العالى الى حدود(155متر فوق سطح البحر) وبذلك اذا حدث زلزال او غارة جوية من إسرائيل على محطة الكهرباء كما حدث ان هدد (افيغدور ليبرمان) وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق بضرب السد العالى. وفى حالة إمتلاء البحيرة" وانهيار السد العالى ستجرف المياه كل الكبارى على النيل وسيصل مستوى المياه فى القاهرة الى عشرين مترا وسيقتل 90٪؜ من المصريين" . وسيكون الملاذ الوحيد هو جبل (المقطم) الذى يجب الذهاب اليه مشيا على الأقدام لان الطرق ستكون مغلقة بالسيارات. وستصل المياه في القاهرة بعد 3ساعات من انهيار السد العالى.؟

وماهو الخسارة والربح لبناء سد النهضة من ناحية الطاقة؟

سوف يكون انتاجه /400 ميجاوات كهرباء سنويا / ونحن عندنا زيادة فى توليد الكهرباء/ 15 الف ميجاوات حاليا. ويمكن تعويض ذلك بانشاء (سد المفرق) الذى اقترحه "الدكتور عبد الفتاح مطاوع" خبير فى الوزارة وانا ارشحه لتقلد وزارة الرى الذى سيحدث ثورة فى زيادة تصرفات نهر فائدة سد النهضة الأثيوبى للسودان وأضراره المحتملة لها؟. تحمس السودان لانشاء سد النهضة أثناء حكم البشير ثم تراجع تحمسه له ربما بسبب الخلافات على الحدود فى منطقة الشفقة.

وماهي مزايا سد النهضة للسودان؟

صرح العالم المصري الدكتور خفاجي / ومن مزايا سد النهضة للسودان أنه سيمنع غمر فيضان النيل الأزرق لمنطقة الجزيرة اذا كان الفيضان فوق المتوسط وهذا يحدث كثيرا، وكما كان يحدث فى اراضى رى الحياض فى صعيد مصر قبل بناء السد العالى. وبذلك تستطيع السودان (زراعة 5 مليون فدان فى ولاية الجزيرة مرتين فى العام بدلا من مرة واحدة) . وستستهلك هذه الخمسة مليون فدان 4 مليار متر مكعب من المياه فقط لأن الفدان سيستهلك / 800 متر مكعب مياه فقط . لأن هذه المنطقة يهطل عليها امطار بواقع/ 600 مم/ كل عام ولاتحتاج لرى غزير. وهذا لن يخفض من ايرادات النيل الأزرق لمصر لأنه تقريبا يهدر سنويا ٠ (10) مليار متر مكعب من المياه نتيجة لغمر ولاية الجزيرة بالمياه، أو ستستفيد مصر من /6 مليارً متر مكعب بعد منع الغمر لولاية الجزيرة نتيجة لانشاء سد النهضة. بالاضافة لذلك لن يغمر النيل الأزرق العاصمة" الخرطوم" كما يحدث فى سنوات عديدة. وستعطى أثيوبيا السودان /1200 ميجاوات كهرباء وستعطى مصر/ 2000 ميجاوات (تساوى انتاج كهرباء السد العالى) باسعار زهيدة بالنسبة لتكلفة انتاج الكهرباء الحالية بالغاز الطبيعى الذى ارتفعت اسعاره الى اربعة اضعاف نتيجة للحرب الروسية الاوكرانية. وتستطيع السودان زراعة المحاصيل الشتوية فى الخمسة مليون فدان مثل فول الصويا وخلافه.

 لكن ماهى الأضرار المحتملة على السودان من وجهه نظر حضرتك؟

 اذا لم تكن حسابات إنشاء السد دقيقة واساساته التى نفذتها الشركة الايطالية ستكون النتيجة كارثية على السودان وذلك اذا انهار سد النهضة سيجرف أمامه كل السدود على النيل "الأزرق والأبيض "ابتداء من (سد سنار وسد جبل الأولياء) وخلافه، وايضا الكبارى التى تربط العاصمة "الخرطوم بام دورمان"، وكل مبانى الخرطوم حيث ستصل المياه الى عشرين متر فوق المستوى الحالى. أما عن مصر فلن تصلها موجة المياه وذلك لأسباب كثيرة أن النيل الأبيض لايتحمل اكثر من/ 350 مليون مترًمكعب / من المياه يوميا اى لن يصل مصر الا الى 350 مليون متر في غضون خمسة ايام وهو الوقت اللازم لتفريغ بحيرة سد النهضة بعد انهيارها اى لن يصل بحيرة السد العالى الا الى/ 1750 مليون متر مكعب من المياه اى أقل من /2 مليار متر مكعب ويمكن لبحيرة السد العالى احتواء أكثر من / 20 ضعف هذه الكمية. أما عن باقى مياه بحيرة سد النهضة سيفيض على جانبى النيل الابيض فى شمال السودان فقط ولن يصل مصر أبدا وذلك لبعد المسافة بين (سد النهضة والسد العالى 2700 كيلومتر). وحتى الآن لم تعرض السودان خرائط بناء سد النهضة على مصر أو السودان. ولكن نتيجة لاسباب غير معروفة لم تملأ سد النهضة الا باقل من /18مليار متر مكعب فقط فى ثلاثة اعوام، ولم تتأثر مصر اوالسودان بتخزين هذه الكمية اطلاقا لأن ايراد النيل الأزرق فى هذه السنوات وصل الى مستويات غير مسبوقة مما اضطر مصر الى القاء /19مليار متر مكعب فى البحر الأبيض ومفيض توشكى والصحراء حوله بضخ المياه فيه خوفا من انهيار السد العالى بعد وصول التخزين فيه لآقصى حد وهو/ 182 متر فوق سطح البحر ورفض وزير الرى المصري زيادة المساحة المنزرعة ارزا الى/ 3 مليون فدان وخسارة مصر نتيجة لذلك 12 مليار دولار ارزا كان يمكن تصديرهم فى الثلاثة أعوام الماضية حيث كان ايراد النيل الازرق مرتفعًا للغاية وأهدرت مياهه فى البحر الأبيض ومفيض توشكى.

ماهي التخوفات من ملأ السد هذا العام بكميات قليلة؟

 تتباطأ اثيوبيا فى ملأ سد النهضة مع وجود مياه تكفى لملأ بحيرة سد النهضة لسبب غير معروف، هل يتلمس الممولون طريقهم لمعرفة إحتمال تحمل سد النهضة هذه المياه على مستوى أقل فى التخزين لانه فى حالة انهياره سيخسرون كل شىء بالاضافة الى تعويضات للسودان بتريليونات الدولارات نتيجة لدمار البلد بالكامل، أو البطأ نتيجة لعدم وجود أموال كافية لشراء التوربينات؟

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية

 

في المثقف اليوم