أقلام حرة

ابيض واسود

راضي المترفيفي اجتماع لاتحاد الصحفيين عقد في كربلاء كنت هناك ودعاني زميل لزيارة (شريفة) وكانت في عامها الاستثماري الأول وهناك وجدت العجب.. ارض بلقع ومقام وحيد وعشرات اللافتات.. طالب كلية يشكرها لانها كانت سبب نجاحه ومريض عجز عن علاجه الأطباء كانت هي الشفاء وعاطل هيئت له فرصة عمل وعانس قدمت لها عريس وضال وجدها السبيل إلى الله وفقير وهبته كنز وسياسي اوصلته إلى البرلمان وووووو. وبعد سنوات أصبحت الأرض البلقع مطاعم وفنادق وأسواق وعقارات وكراجات لا تكفي لموجات الزوار المتدفقة من كل حدب وصوب لكن المذهل ذكاء المستثمر يوم اختار مكان استثماره قريبا من كربلاء مما حولها إلى متمم لزيارة الحسين والعباس و.. شعب بس يسمع طبل يركص.

. القطارة مكان مهجور حالها حال اي مكان على طريق عرعر أو النخيب ولا تشبه حتى عين التمر التي يطلق عليها أهل كربلاء (شثاثه) ويصفون اهلها بالصفران الذين لاترقاهم عافية بسبب جوها الخاص وبما أن القطارة أقرب وفيها عين مثل شثاثه لكن من دون تمر ولا سكان صفر الوجوه وفيها تلال رملية لا تهتز إلا مع عالي الريح استغل مستثمر ذكي الاهمال الذي يحيط بها والنسيان الذي يلفها فاستعار لها قصة مسجد براثا و(هاي عين وذيج عين) فعمل منها (قطارة الامام علي) وقرع طبله الخاص فتداعى الراكضون من كل فج عميق ورويدا رويدا تزايد الراقصون على رمالها وشرب العطاشى من قطارتها ولما شاهد مستثمرون ذوي لحى ماتدره القطارة من أموال وضعوا بصمتهم فيها مزارا ومسجدا وشعائر وزيارة ومدوا سيطرتهم عليها من دون اعتراض أو تنافس مع المستثمر الأول (موسى بدينه وعيسى بدينه) وزار المؤمنين على أنغام طبل الراقصين وقبض الأموال المستثمرين حتى هب (عالي الريح) وتعانقت تلال الرمال ومات في لحظة عناقها ارواح من المؤمنين والراقصين وغلست السلطة عن مسائلة المستثمرين.. عفيه عراقيين تشترون الموت بفلوس وتركضون عليه برجليكم.

يقول ابو الطيب..

كذا قضت الأيام ما بين اهلها.. مصائب قوم عند قوم فوائد

وهكذا كان اختلاف الإطار مع التيار رحمة للشباب العاطلين عن العمل ومن تركوا المقاعد الدراسية مبكرا ومن تعودوا السير إلى كربلاء مشيا على الأقدام اعتبارا من غرة المحرم حتى زيارة الأربعين في العشرين من صفر والمبيت والإقامة المدفوعة الثمن في خيام وابنية المواكب المتلاصقة على طول الطريق بين كربلاء والمدن الأخرى واعتاضوا عنها بزيارة الخضراء والمكوث في مبنى بيت الشعب واذا كانت المواكب تقدم الرز والقيمة والكباب والكص والسمك والبيتزا والفلافل واللبن والتمر بثواب ابي عبد الله فإن بيت الشعب زاد عليها بما يقدم وادخل وجبة ذكر النعام ولحوم الغزلان مع عدم وجود نقص في الاجر والثواب مع التأكيد على أن الحسين ثار من أجل الإصلاح وهم في الخضراء أيضا يطالبون بالإصلاح والخضراء أقرب من كربلاء وفيها المبيت اروح والاكل أكثر تنوعا ودسومة والباطل واحد في كل الأزمنة واذا أصحاب المواكب انضربو بوري هذا العام نعوضهم بالسنوات القادمة.. اي قابل عاشور خلص والعراقي مع حماسه الايماني له قدرة فائقة بالتخريج وربط الماضي بالحاضر واسباغ اسم (يزيد) على كل من يختلف معه

***

راضي المترفي

في المثقف اليوم