أقلام حرة

غير مسموح التساهل مع التاريخ

التاريخ هذا المفاعل النووي الخطير اكثر من المفاعل النووي الحقيقي، لان ما يترتب على التاريخ المزيف يفسد عقول ويفرق امم بينما النووي تكون كارثته في المساحة التي ينفجر بها .

للاسف الشديد عند مطالعتي لكتب التاريخ سواء كانت روايات او احداث اجد هنالك تساهل في مجالات معينة باعتبار ان الاثر المترتب عليها لا يكون سلبي، ومنها مثلا عبارة قوة المتن تجبر ضعف السند، او ان هذا المقام المزيف فليترك البحث عن تاريخه طالما يعبد الله فيه وثالث يقول طالما الدعاء فيه تضرع لله فلا اشكال بما يرد فيه وهذه في حقيقة الامر قادت الى بحوث اصبحت هي الدلالة والاستدلال بها .

على سبيل المثال هنالك سبعة عشر مرقد لبنات الحسن عليه السلام فيكفي ان اعتقدنا جدلا بان للحسن عليه السلام بنات فهذا يعني ان واحدا صحيح والباقي مزيف، وهذا الامر لا يجرؤ احد على تكذيبه وهذه المراقد المزيفة هي اصبحت احد الادلة لدى النواصب ليثبتوا ان الحسن عليه السلام رجل مطلاق، اي تزوج كثيرا وطلق كثيرا لدرجة انه لا يعلم من تزوجها ومن طلقها .

وفي بعض الادعية لاسيما التي تخص الحسين عليه السلام وهو يخاطب النساء اللواتي حضرن معه في الواقعة ليصبح دليل على اثبات او عدم اثبات حضور فلانة وعدم حضور الاخرى بل وبدات التاويلات في الخلط بين اللقب والكنية والاسم الصريح لهن .

اساس تفرق المسلمين الى مذاهب هو التاريخ، وهنالك محطات مزيفة خطيرة لا يمكن كشف النقاب عنها لانها ستثير الراي العام وحقيقة ان الاحداث التي حُكمها الى الله عز وجل يوم المحشر لا اجد مسوغ لطرحها ومناقشتها لانها تثير الضغينة .

طبعا لا يغرب عن عقولنا الفضائيات الموجهة والمخصصة باموال الصهاينة وبجهود الجهلة لاثارة هذه المواضيع التاريخية حتى تزيد من الفتنة بين المسلمين، بل وتصبح كارثة لان من يريد عليهم يدخل في دوامتهم النتنة، ومن هذا المنطلق لغرض احتواء هذه الموجة الخبيثة ارى من الضروري تسليط الضوء على البراق من التاريخ الاسلامي الرائع حتى نتمكن على اقل تقدير تحصين العقول ذات الايمان الضعيف .

احد المراقد في دولة عربية عندما ذهبت للبحث عن اصله والتاريخ لا يعترف به والذي اساسه حلم حسب ما يدعون قلت لهم اين عقلاء المدينة لاناقشهم، فاخذني احد الاخوة على جنب قائلا ان المكان الذي يصبح فيه مرقد يصبح سكان المنطقة حسب مذهب صاحب المرقد لذا لا نبحث عن الاصل طالما تحقق المطلوب .

هذا الاسلوب جعل كثير من المراقد مستهدفة من قبل الدواعش والعلمانيين هذا يفجرها ويقتل من حولها والعلماني يسفهها ويستهزئ بمن يرتادها، وبين هذا وذاك نحن بحاجة الى وقفة جريئة لتنقية التاريخ حتى ولو في جلسات سرية وتكون النتائج علنية .

في يوم ما زارني مجموعة من النساء طلبوا مواجهتي وبيدهم كتاب لا تقراني قراءة سطحية ليشكروني على هذه السلسلة الا ان لديهم عتب واحد قلت لهم ما هو قالوا: قرانا مقالا لك بانك تدعي لا دليل على ان للحسين عليه السلام بنت اسمها رقية ونرجو ان تغير رايك بهذا الخصوص ...

***

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم