أقلام حرة

من أشعل الحرائق عليه أن يطفيها

محمد سعد عبداللطيفمن يحاول أشعال الفتنه فإن مـن أشعل الحريق بدأ المأساة عليه أن ينهيها ، وإن من فتح الأبواب يغلقها، وإن من أشعل النيران يطفيها», ما هو إلا بواب يفتح الأبوب ويغلقها بأمر أسياده، لذلك اجتمع من بدأ المأساة مع من أشعل النيران، واتفقا على إطفاء النيران تمهيدا لإنهاء المأساة، لأنه هكذا يقول المنطق أن من بدأ المأساة هو المسئول عن وضع نهايةٍ لها، ولا مكان للكومبارس والقطط والسمان الذين يحاولون صنع بطولات من ورق، ولكن ماذا لو كان مشعل النيران أحمق، ويرغب أن تمتد ألسنة اللهب في كل مكان، ويبذل كل ما لديه أن تتوسع وتنتشر الحرائق لتأكل الأخضر واليابس،

حادثة كنيسة ابو سيفين بامبابة حادثة طبيعية؟ الأسباب متعددة. كما جاء في تصريح خاص لنا من وجهة نظر الاستاذ منصور حسين عضو حزب الوفد الجديد المصري.

عشنا كلنا زمن مبارك وكانت الكنائس تبني (سرًا) فى بنايات سكنية عشوائية بهدوء وفى صمت -طبقا للقانون الهمايونى الذى اصبح تنفيذه خاضعا لآصوات التعصب وليد الإدارة المرتعشة والتى كان ارتعاشها السبب الرئيسى فى تغول السرية والعشوائية فى بناء الكنائس وفتح ابواب التعصب والمغالاة والاحنكاكات غير الصحية.

عندما كان يأتى السماح بتحول المبنى السرى الى كنيسة كانت تتم التجهيزات الكهربائية سريعا دون الاحتياط الكافى بعيدا عن شروط اجهرة الدفاع المدنى او بموافقات صورية منه وهنا تكمن المأساة ان حجم التجهيزات الكهربائية والميكانيكية غير خاضعة للمواصفات الفنية واجراءات  السلامة المهنية.

فى إطار سرية الإنشاء افتقدت المبانى الدينية الى المساحات اللآزمة لإنشاء سلالم النجاه والهروب وتوفير المناور القانونية طبقا لقوانين البناء كل هذا صنع اجواء كارثية محيطة بالمبانى إنشائيا وايضا على مستوى التجهيزات والتوصيلات الكهربائية والميكانيكية.

و لما كان الممنوع مرغوب فتكاثرت انواع الأنشطة فى المبنى الواحد يما له من صرورة توافر عناصر السلامة والأمان فى الاستخدام ولما كان المنشأ تم بليل وبعيدا عن قواعد البناء واشتراطاته الصحيحة فإن تعدد الانشطة فى ظل عدم توفر الامكانية والمساجة والدعم التقنى والسلامة اللآزمة مؤدى بالضرورة الى حدوث اخطاء تصل الى كوارث كما حدث.

ولا يخفى على الجميع ان حجم الإلتزام بالإشتراطات الفنية واجراءات السلامة فى كافة المنشأت الأهلية والدينية المقامة على هذا النمط هى غير مدققة وغير خاضعة للإشراف الفنى جاد لتقليل التكلفة وللإهمال وكذلك لفساد الادارة المشرفة التابعة وسيادة روح عدم الاكتراث والتهرب فى ظل تمدد سطوة الأجهزة والإدارات الحكومية على طريق الآتاوات والمدفوعات غير الرسمية -فلو وجهت المبالغ المنفقة اسفل المنضدة الى صالح التطبيق الصحيح الفنى والهندسى طبقا للقواعد والأعراف الهندسية لأمكن تجنب الكثير من الكوارث التى تفاجئنا فى كافة الأماكن والمحافظات.

وهذا يعنى إعادة ترتيب أوراق واجراءات السلامة والمواصفات الهندسية على المنشأت الدينية المزدحمة والمتعددة الأنشطة لضمان السلامة والأمان.

التعلم من خطيئة الحظر غير المعلن وما تتبعه من كوارث انشائبة ومواجهة المتطلبات بوضوح هو الطريق الوحيد لتجنب كل اثار وكوارث مختبئة ومع ارتفاع درجات الحرارة في السنوات الأخيرة ؛بدأت دور العبادة في الكنائس وكذلك المساجد بتركيب أجهزة تكيفات علي اسلاك واحمال ضعيفة من شبكة كهرباء غير مطابقة للمواصفات الفنية ؛ وكنت شاهد عيان منذ سنوات في مسقط رأسي بالمنصورة من اشعال النيران وتصاعد اعمدة الدخان بعد تشغيل التكيفات بساعه واحدة في مسجد ؛-فهذا الحادث ممكن أن يحدث في أي بناية او أي مكان حكومي او اهلي !

ياسادتي مصر لن تموت مهما حاولوا. سوف تظل بمرضها المزمن حتي من حاول اشعال النار فيها. فهي ليست دولة من الدول علي الخريطة، أو وطن من الأوطان، هى متحف عالمي وشريان للتجارة العالمية هي عبقرية المكان والزمان   والتاريخ والجغرافيا والحضارة، هى مهبط الديانات هي فرعون وموسي. والمسيح ومريم العذراء. هي يعقوب ويوسف واخواتة. هي التوراة والإنجيل. والقرأن، هى الفراعنة والرومان والفرس والهكسوس والاسكندر الأكبر والعرب وعمرو بن العاص هي مقبرة الغزاة هي عين جالوت وصلاح الدين والظاهر بيبرس وشجرة الدر وكليوبترا ونفرتيتا ورع واخنتون ورمسيس والهكسوس والتتار والمغول والبطاليمة واليونانيين والرومان والعثمانيون والفرنسيون ونابليون والانجليز هي ملتقي الأجناس والاعراق والاديان هي عاصمة الدولة الفاطمية والايوبية والمماليك هي الامويين والعباسين هي مرقد رأس سيد الشهداء" الحسين ومقامات أل البيت "هي بلد رحلةخروج بني اسرائيل من مصر ورحلة العائلة المقدسة الي مصر هي النيل المقدس. الكل مروا من هنا ياكاتب التاريخ ماذا جد لنا ؛-في لغتها العامية سحر وجمال. صوتها الحديث في فنها اطرب كل العرب.

يا ايها الكومبارس اي كومبارس ماذا تريد ان تشعل النار بمقال او بوست لكل القطط السمان في عصور الإنبطاح والفساد والردة والعتمة. اشعلوا الشموع في بيوت الاديان بديلا عن اشعال الفتن والنار والثأر والدم  نحن أبناء الطبقة المتوسطة لا نريد اللعب بالنار علي حساب قوت يومنا كفانا أوجاع من الازمات الطاحنة التي نعاني منها يوميا. أوجه رسالتي لكل من يحاول ان يشعل الفتنه الطائفية. (الفتنه نائمه لعن الله من أيقظها) وقال في كتابة الكريم؛-وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}  رسالتي لمن يجلس في ابراج دبي الخمس نجوم الأستاذ الكاتب الإعلامي /عماد الدين أديب ويكتب مقالة المثير للجدل ورجل الأعمال /نجيب ساويرس في تغريدة خبيثة تحمل في طياتها الكثير بعد حادث حرق كنيسة ابي سيفين بامبابة. نحن ابناء هذا الوطن الحقيقي  من طبقة العمال والفلاحين الذين يعيشون تحت أشعة نار الشمس الحارقة في الحقول والمصانع وحضراتكم  الجالسون في العوامات والشواطيء كفاكم. بطولات من ورق. لن ولم يهاجر شعبنا من المحروسة الي السودان وليبيا كما جاء في سياق مقال الاستاذ /عماد أديب الذي كتبة من أبراج دبي. ولم ننتظر أن نقدم واجب العزاء ؛- الفاعل الحقيقي من يريد يجعلها فتنه طائفية في حرق الكنيسة. نحن جميعا (قبط مصر) مسلميها ومسيحيها ضد اللعب بالملف الطائفي حفظ الله الوطن وابنائه وشعبنا الكريم الآبى وعاشت مصر فى محبة وعلم وتقدم وحرية وتسامح وسيادة للقانون!!

***

 محمد سعد عبد اللطيف

كاتب مصري وباحث في علم الجغرافيا السياسية

 

في المثقف اليوم