أقلام حرة

ما أشبه اليوم بالبارحة

فاطمة الزهراء بولعراسعندما زار الشاعر (أحمد شوقي)  الجزائرفي الأربعينات من القرن الماضي علق قائلا: لقد مسخت الجزائر مسخا حتى أن ماسح الأحذية  فيها يتكلم بالفرنسية كان ذلك في زمن الشيخ ابن باديس حيث رد عليه بما معناه:  أن حكمه على أمة من خلال (ماسح الأحذية) حكم قاصر وبعيد عن الحقيقة لأن الشاعر المصري لم يلتق مع علمائها ولا شعرائها ولو كانوا قليلين وتحدث عن ماسح الأحذية الذي هو مضطر لتعلم لغة هؤلاء الذين يمسح أحذيتهم وهم المعمرون بالطبع لأن الجزائريين في ذلك الوقت كانوا حفاة وليس لديهم أحذية يلبسونها  عراة يعانون القهر والظلم والجوع من الاستعمار واليوم يأتي الرئيس الفرنسي لتعاد المهزلة وبدل أن يقابل القامات والقمم في الجامعات هاهو يرقص في ديسكو مغرب على  أنغام (الراي) التالف ليس ذلك مستغربا في بلد أصابته لعنة الشهداء فنحن متعودون على إبراز أسوأ ما فينا وما عندنا عصبيتنا وقمامتنا لاشك أن السيد ماكرون يعرف جيدا أن في وهران أدباء وعلماء وفلاسفة تخرجوا من جامعات الاستقلال سيفسح لهم مجال الدخول إلى (بلده) العامر كي يستفيد من (عقولهم) هذا بعد أن ضمن شتاء دافئا لعلمائه وخبرائه ومستشاريه الذين خبروا (نفسية) مسؤولينا المستلبين لكل ماهو أجنبي ، أما بعد ذلك فلا يهمه شىء لا من التاريخ ولا من الجغرافيا مادام يستفيد منهما معا بجرة قلم بينما يظل تالفوا الرأي عندنا يخترعون الشعارات وينصبون الأصنامزالجوفاء لعبادتها مستغلين السذاجة والجهل اللذين يعتمدون عليهما في كل مخططاتهم الجهنمية لكن كل ذلك إلى حين وأملنا كبير في أبناء الجزائر المخلصين الذين يعملون في صمت وينتظرون يوما ستشرق فيه شمس الوطن الساطعة ولهم في (ماكرون) القدوة الحسنة عندما لايخطئ أبدا فيما يخص (مصلحة بلاده) ولكنه يخطئ كثيرا في حق الجميع  وخاصة في حق الحزائر  التي يعتقد أنها أمة لم توجد إلا بعد دخول (فرنسا) مع أنه يدرك جيدا أن اعترافه بإلغائها هو الدليل الدامغ على وجودها في كل شرايين فرنسا العظمى رحم الله رجالا منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا أما أحزمة (بيبراس) التي  وجد الجزائريون يتمنطقون بها فإنها زائلة ولو دامت دهرا.

***

 فاطمة الزهراء بولعراس

في المثقف اليوم