أقلام حرة

سلطة عالم مراوغ

جلست مع الصبر كما صبي ينتظر لحظات شوقه المرتقب مع أحب الناس إليه، أعلنت مشاعر العزاء مواسيا طهارة أيقونتي التي مسها الألم، مذ أهلكت أنفاسها حراب الساسة، واخطبوط مساراتهم المنقوعة بقذارات مملكتهم المستبدة.

وتلك بلية تفاقمت آثارها لتبقى حاضرة هكذا تستفز أنفاس عروقي التي تنازعت في تمردها، لتتعدى حدود ماض ما انفكت جذوره تنذر ببشاعة آفاته التي صارت تدنو في سفالتها مع ما شهدناه ذات يوم على يد أكبر طاغية في هذا العالم.

مقاطع وسيناريوهات تم اختراعها بناء على قرارات استقطبت تحت مظلتها جميع سجلات الجناة، لتحيلها تباعا إلى ضجيج صارت تتصالح في عمق فضائه المتناقضات، وتتنافر في سطور سجلاته المتوافقات- البغي والاذعان، الحزن والفرح، الوقاحة والعفة، الانحطاط والنزاهة، الإفك والصدق- مفردات ارتبطت حيثياتها بزعامات يسمح للقاتل فيها أن يسود، وللسارق أن يحكم، ولذلك استنزفت خارطة الوطن بنيران أبجديات معاركهم، وصراعاتهم، حتى استبيحت حرمة الدم، واستنزفت كرامة الحياة، واحرقت جميع الموارد، واغتيلت العقول، ذلك وفقا لما تم الإمضاء عليه في فقرات صار يتحكم اللامعقول فيها في عقول الناس عبر فضائيات انتشرت دون حدود.

وبذلك فرضت بضم الفاء فاتورة أوجاعنا، وأحزاننا لتبقى عالقة هكذا تتحكم فيها أسلحة سياساتهم، ومنجنيق مؤسساتهم الزانية.

***

عقيل العبود

في المثقف اليوم