أقلام حرة

هل رُسخت ثقافة القطيع عند الشعب الكوردي؟

هنا لا اريد ان اتكلم عن الشعب العربي العراقي وعصارة الفكر والثقافة الجمعية لديهم وكيف هي حالهم ازاء ترسيخ ثقافة القطيع التي اثبتت الجماهير الغفيرة للاحزاب والالتزام بالاوامر الصادرة من رؤساهم وقياداتهم وشيوخهم ومن يمتلك من المميزات الشخصية للسيطرة عليهم ويما يملكون ومنه الفكر والمباديء والعقلية والنظرة الى الحياة هذا الامر بشكل عام. فاترك الامر للعراقيين يقيٌموا الامر بشكل علمي وصريح ليستوضحوا مسيرة الفطيع التي استفحلت اسباب تكوينه اخيرا.

انا هناك اريد ان اقيٌم حال الشعب الكوردي في كوردستان بعد اكثر من ثلاثين سنة من الانتفاضة والتحرر وفي ظل احزاب تدعي المدنية والحياة السياسية التقدمية وبقيادات ممثلين للتطور الفكري وعلى ارضية مختلفة التكوين من حيث الفكر والعقيدة والتوجه. تاريخ كوردستان يدلنا على الكثير من ما يمكن وصفها بمراحل التخلف وانعدام اي نهضة فكرية وبوجود واحات من الجهل والعوز المادي والفكري في ساحة تنتشر فيها العقائد المستوردة من بيئات مختلفة جدا عن كوردستان. اي وجود ظلم الجغرافية التي تعزل الشعب بشكل كامل تقريبا وغير المساعدة على التطلع على ما يفيد الشعب فكرا وعقلا وثقافة وتقدما لدى الاخر وفي ظل تاريخ مليء بترسبات الجهل والعقلية المتمسكة بما يفرز مما تحكمه الانعزالية عقلية وكيانا وتركيبا.

 اليوم في ظل مجموعة من الاحزاب المدعية بحرية الراي والتعبير وامكانية الحفاظ على السلامة الفكرية الملائمة لعصر التقدم والعلم والمعرفة ومحفزة على عمل الفرد المستقل نرى ما يمكن ان نصفه بسيطرة الفكر والسلوك والعمل القطيعي لمجموعات لاسباب ذاتية و اخرى موضوعية يفرضها الواقع الاجتماعي السياسي الاقتصادي ليتكون الفكر والعقلية العامة المحصورة في زوايا لتنتج عصارة المباديء العامة لشعب لا يمتلك الا السمات الخاصة البدنية والجسمانية اكثر من العقلية والذهنية المنفتحة.

من المعلوم ان الثقافة العامة والسلوك العام يتوازيان دون ان يتقاطعان ابدا والتفكير هو ما يفرز الثقافة، اي طالما برز شعب ما بما يميزه فكرا فانه يمكن ان يخرج من الاطار الضيق من الضيق الفكري الذي يمنعه نتيجة الدوران في حلقات فارغة نتيجة عدم امتلاكه للعوامل المؤدية الى التغيير في تشكيل كيان وصفات جديده تنفذه من الانعزال وامتلاك الفكر واسع بعيدا عن عقلية الجمع القطيعي . الشعب الكوردي كمجتمع منغلق على نفسه وان تعرض في السنوات الاخيرة للصدمات التي تؤدي بشكل مباشر الى التغيير والتحول والقفزة من حالة اجتماعية سياسية اقتنصادية خاصة الى اخرى يمكن ان تغير تكوينه وتركيبته وتفكيره، الا اننا نلمس بقاء الاكثرية العظمى من الناس على عقلية ذاتها وهي باقية في دائرة منغلقة متسلمة لما يامره به من يدعي حقه لتسيير الامور العامة وباشكال وتركيبات متعددة وصفات مختلفة دينية كانت ام اجتماعية ام سياسية. فان القطيع الذي يتميز به الشعب الكوردي عقلا وتركيبا نتيجة اعتيادية لافرازات ما تعرض لها من قبل، فاليوم يتامر بامر من فرض نفسه نتيجة ما ساعده ما يمكن ان نسميه القدر الاجتماعي او السياسي ليكون هو الآمر الناهي والقطيع هو المنفٌذ المحكوم دون اية ارادة.

المشكلة الاساسية التي يمكن ان نبينها هنا ان عقلية القطيع قد فرض نفسه في عمل الاحزاب السياسية شكلا وتركيبا وعملا والادهى يعمل به باسم التقدم والمصطلحات التقدمية التي ليس لها اية علاقة بحياة القطيع فكرا وتوجها وانما بعد تقيم الواقع يبين ماهو جوهر عملية افعال من صنع العقلية القطيعية البارزة في مجتمع لا يمتلك ما يخرجه من حياة الجمع المطيع دوما . انك تسمع الديموقراطية والاشتراكية الديموقراطية والشيوعية واليبرالية لفظا ونظرية ولم ترى غير عمل القطيع على ارض الواقع، سواء كان الطبيق نتيجة حلقة من الاهل والاصدقاء والرفاق او مجموعة حزبية مسيطرة لتنفيد اوامر من يحكم القطيع فعلا على الارض.

***

عماد علي

 

في المثقف اليوم