أقلام حرة

الإبداع الأثيم!!

الأمة تواجه تحديات ومنها الإبداع الذي لا يلقح العقول ولا يروِّح القلوب، كإبداع الفضفضة الذي يخدَّر وينوِّم ويضلل ويوفر أسبابا للهرب والقنوط.

فهو غير جدي، ويمكن وصفه بالعبثي والتسويفي، الساعي لتأمين دواعي الخضوع والخنوع والتبعية، والإستسلام للعجز وإستلطاف القهر والحرمان من حقوق الإنسان.

تلك حقيقية نخشى مواجهتها، ونحسب ما تجود به الأقلام إبداعا بلا إدراك للمسؤولية والدور الواجب التمسك به، لتحقيق النقلة الحضارية اللائقة بهوية أمة ومعالم وجودها الحضاري.

فالشعر المرغوب يجب أن يكون مشحون بالإيروتوكية والحزائنية وذرف الدموع، أو التحليق في فضاءات الغموض والرمزية.

وأن كتبتَ بجد ووضوح ألصقوا بما تكتبه توصيفات الإبتذال والعادية والمباشرة، وأن الإبداع يجب أن يكون مطلسم لكي يلقى القبول من المدَّعين بأنهم (نخب).

إن الأمم بمفكريها ومبدعيها، وأنّى يكونوا تكون أحوالها، وأحوال أمِّنا تحدّث عن مفكريها ومبدعيها، الذين يعيدون ويصقلون، فيكررون ذات الرؤى والتصورات التي أزرت بأجيال بعد أجيال.

ولكلٍ مشروعه وما تحققت مشاريعهم، لأنها هذيانات تحاول إستنزال السراب وإعتباره أنهارا.

فهل نستعيد رشدنا، ونحقق إبداعنا الأصيل، ونكف عن سلوك إستنساخ ما بجعبة الآخرين، فهم يبدعون ونحن بجهل وأمية نستجلب ما لا نعرف؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم