أقلام حرة

الأعاصير الطائفية!!

إنها زوابع تدميرية تهب على الأمة بعنفوان، وتطغى على وجودها، وتجعلها ذات تداعيات مريرة، وصراعات عسيرة، تخسر بموجبها جوهر معانيها السامية، ولب ما فيها من القيم التآلفية الحامية.

وهي نعرات مسيسة، ذات طابع ديني مخادع، تهدف لتأمين مصالح القِوى التي تهب منها أو تطلقها.

ويبدو أن القِوى الطامعة بوجود الأمة إستهوتها هذه اللعبة فشجعتها أو غضت الطرف عنها، مما تسبب بإجتياح ربوعها وزعزعة كيانها الإجتماعي ونظامها القيمي.

فالأمة تتعرض لهذه الأعاصير الفتاكة على مدى عقود، ونجحت القِوى الراعية لها من تجنيد أبناء الأمة ليكونوا ضد وجودها في الحاضر والمستقبل.

وتطورت مهارات الإعداد والتدريب والتخريب الفكري والنفسي والديني إلى درجة فاقت العقول، وتحركت بإتجاه الإنقضاض على الوجود العربي في كل مكان.

فبسبب الأعاصير الهدّامة، تحوّل العربي إلى متهم بالسوء.

وتبقى منابع الأعاصير دفاقة متوثبة، وذات طاقات تدميرية متزايدة، وتوجهات عقائدية عمياء، خالية من الرؤية الحكيمة، التي تؤمّن مصالح الأمة وتحميها من الوجيع.

إن الأمة تتعرض لبلاء متأجج إنتقامي الطباع، لا يرحم وجود الشعب، ولا يراعي مصالح المواطنين، وأمنهم وأمانهم، ولا يعرف العفو والتسامح، فالعدوان ربه ودينه، وما يدّعيه من مذهبيات مروّجة بالدجل والتضليل، لإستدراج  الناس إلى سوء المصير، من أجل المصالح والتطلعات العقائدية، التي داستها سنابك القرون، وما عادت على صلة بالعصر.

أعاصير لا تتوقف، والخاسر أمة العرب، والرابح دوما الذين يطلقونها، ويضخونها بطاقات التدمير والفرقة والأحقاد والكراهية والبغضاء.

 هذه الأعاصير عليها أن تغادر،  فالعرب عماد الدين، ومَن يريد تدميرهم يسعى لتدمير عمود الدين، وسحق وجوده، وتفريغه من قيمه ومعانيه بإسم الدين.

وإنهم يقولون ما لا يفعلون!!

***

د. صادق السامرائي

15\6\2021

 

في المثقف اليوم