أقلام حرة

المشكلة بين التبرير والحل!!

مناهج إقترابنا من مشاكلنا تبريرية، تعزيزية، تسويغية، وتفسيرية عبثية المنطوى!!

وهذا السلوك يميزنا عن مجتمعات الدنيا المتقدمة.

الكتاب، المبدعون، المفكرون، الفلاسفة، يتخذون تلك المناهج في إقترابهم من المشاكل والتحديات التي تواجهها الأمة.

وبسببها تعفنت مشاكل الأمة، وتنامت فيها الآفات والعظايا والجراثيم.

عندنا للمشكلة القائمة ألف تبرير وتبرير، وعندهم يوجد ألف حل وحل!!

فلماذا نأبى النظر بالحلول، ونسهب بالتبرير؟

الكم الفكري العربي المتراكم هائل، وخلاصاته تبريرات وتحليلات غير مجدية، ولا تجد فيه حلا عمليا لأي مشكلة، بل ينتهي بإتهام الدين وما ينجم عنه من نشاطات متعددة الرؤى والتصورات، وكأن الأمة لوحدها ذات دين، ومذاهب وفرق وجماعات، وهي من أقل الأمم تدينا، لكنها تتظاهر بالدين، وتندحر به!!

المطلوب منا البحث العلمي في الحلول، والإبتعاد عن التبريرات الفارغة، الهادفة لتعطيل العقل، وترسيخ الوجيع وإستلطاف الوعيد.

فالدنيا تتحركة بسرعة إلى الأمام، ونحن نراوح بذات المكان، بل ونتمتع بالسير إلى الخلف، وكل صوت ينادي "إلى الوراء در"، فماضينا حمّال أوجه، ومنه نستحضر ما يبرر أي حالة مهما كانت غريبة، فهو خزين لمسيرات طويلة ومعقدة.

إن المجتمعات لكي تتقدم لا يمكنها أن ترقد على بيوض مشاكلها، لأنها ستفقس متواليات هندسية من المشكلات، فيتعضل الحل، ويتسيّد العجز والشلل والخمول، ويجرفها تيار العصر، فتلقى على الجرف، وكأنها العصف المأكول.

فعلينا أن نجتهد بوضع الحلول بعيدا عن أي تبرير وتعليل، فهذا لا يعني قطار الوجود المتسارع، فالذي يعنيه أن تكون سكة مسيره بلا مطبات وعثرات، وبوصلة قيادته تعرف إلى أي المحطات تسير.

فهل من نشر ثقافة الحلول؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم