أقلام حرة

عندما تختل المقاييس

في هذه القصة الرمزية من الأدب التشيكي تبين لنا اختلال المقاييس والموازين فلا نجد الرجل المناسب في المكان المناسب فالأقل كفاءة يحتل مناصب يحرم منها أصحاب الكفاءات والخبرات ، فهذا الخلل وسوء التقدير ناتج عن إسناد هذه المسؤوليات لمن لا يقدر قيمة العلم والفكر ولا يعرف لأهل التخصص والخبراء مكانة و لا رفعة، و إليكم القصة :

"في إحدى الغابات أعُلِن عن وظيفة شاغرة لوظيفة أرنب،،

لم يتقدم أحد غير دب عاطل عن العمل. وتم قبوله وصدر له أمر تعيينه .

وبعد مدة لاحظ الدب أن في الغابة أرنب معيّن بدرجة وظيفية هي (دب) ويحصل على راتب ومخصصات وعلاوة دب .

أما هو فكل ما يحصل عليه مخصصات أرنب !!!!.

تقدم الدب بشكوى إلى مدير الإدارة وحُوِّلت الشكوى إلى الإدارة العامة، وتشكلت لجنة من (النمور) للنظر في الشكوى، وتمّ استدعاء الدب والأرنب للنظر في القضية.

طلبت اللجنة من الارنب أن يقدم أوراقه ووثائقه الثبوتية كل الوثائق تؤكد أن الأرنب دب.

ثمّ طلبت اللجنة من الدب أن يقدم أوراقه ووثائقه الثبوتية فكانت كل الوثائق تؤكد أنّ الدب ارنبا.!!!!

فجاء قرار اللجنة بعدم إحداث أي تغيير لأن الأرنب دب والدب أرنب بكل المقاييس والدلائل.

لم يستأنف الدب قرار اللجنة ولم يعترض عليه.

وعندما سألوه عن سبب موافقته على القرار أجاب :

كيف أعترض على قرار لجنة (النمور)، التي تشكلت من مجموعة من (الحمير)، وكل أوراقهم تقول أنهم نمور !! .........".

عزيزي البطال صاحب الكفاءة الذي يشتغل في وظيفة أرنب فهل تسحب شكواك  المقدمة للنمور أم ترضى بوظيفتك الأرنبية وتحمد الله في انتظار إشراقة الشمس ، شمس مستقبلك المؤجل.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

 شدري معمر علي

 

 

في المثقف اليوم