أقلام حرة

المزاعم الفكرية!!

هل أن ما نفكر به صحيح؟

ما هي الدوافع وراء التفكير؟

الإنسان لكي يفكر يحتاج لقدحة، وآليات التفكير يمكن برمجتها، وفقا لضخ تكراري في الرؤوس، مقرونا بشحنات عاطفية، لتعزيز الدوائر العُصيبية المتكونة في الأدمغة.

فالتفكير من الصعب أن يكون نقيا مجردا من المؤثرات الكامنة في الأدمغة، لأن الدماغ كجهاز تفكير يتم إعداد أدواته وتأسيس ماكنته منذ الصغر، ولا تعاد برمجته بسهولة خصوصا عندما يكون في وعاء جمعي يساند ما يدور في أروقته.

ومن هنا فالعديد من الطروحات الفكرية لا تكون ذات قيمة خالصة، لأنها متجهة نحو الشحن الإنفعالي اللازم لتأسيس مقام الرؤية الدافعة للتفكير.

ولهذا فالكتابات الفكرية، لا أثر لها في المجتمع الذي تنشر فيه، ومحصورة في أروقة نخبوية بعيدا عن نهر الحياة وواقع الحال المجتمعي.

فتبدو فوقية إستعلائية، متوجة بالنرجسية، وعدم القدرة على التحرر من قبضة الذاتية، وسلطة الأنا المتورمة الموهمة لأصحابها بأنهم غير ما هم عليه.

وهذه العلة دفعت ببعض مفكري الأمة للمسير على سكة العبثية الفارغة، فما أكثر المشاريع الفكرية المجردة من طاقات الشروع والإنجاز.

فالمهم أن نفكر ونتحرك وفقا لبوصلة ما فينا من النوازع الدفينة، ونعلن أن الدنيا مشروع، وما أفلحت أمة تدثرت بالمشاريع المركونة فوق رفوف اللاشروع!!

فهل لنا أن نتحرر من قيود ما فينا، وننتمي لفضاءات وجودنا المطلق الرحيب؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم