أقلام حرة

التظاهرات وقيمة الإنسان!!

عندما تنتفي قيمة الإنسان، وتُهان حقوقه الطبيعية المشروعة، فلا معنى للتظاهرات، ولن تغير شيئا، لأن قمعها سيكون بالحديد والنار، وبسهولة لأن البشر أرقام.

وفي مجتمعات العالم الثالث المظاهرات تُسمى فوضى، وأعمال تخريبية وربما إرهابية، أو فيها مندسون،  ولابد من مواجهتها بكافة الوسائل المُتاحة.

في العراق هناك وثبات حصلت في العهد الملكي، وسقط فيها بضعة شهداء، فأقيمت الدنيا ولم تقعد، وكُتبَتْ القصائد التي لا تزال ترن في مسامعنا، وخصوصا ما كتبه الجواهري عن إستشهاد أخيه جعفر.

"يوم الشهيد تحية وسلام...بك والنضالِ تؤرخ الأيام"

"أ تعلم أنت أم لا تعلمُ...بأن جراح الضحايا فمُ"

وفي الزمن الديمقراطي المُهجّن تساقط مئات الشهداء، وما كُتب عنهم كما كَتبَ الشعراء والكتاب في العهد الملكي، مما يدل على تدني قيمة الإنسان، وإستكانته للويلات والوجيع المؤدين.

التظاهرات في الدول المُستعمَرة بالوكالة، وفيها حكومات ترعى مصالح الطامعين فيها، لن تأتي بجديد،  فأدعياء الديمقراطية والحرية يساندون القامعين لشعوبهم ما دامت مصالحهم بخير.

ولن يتغير أي نظام حكم وتتحقق مطالب المتظاهرين إن لم تكن لخدمة مصالح المُستعمِرين.

قد يقول قائل، أن الإستعمار مصطلح قديم، والحقيقة أنه ما إنتهى وإتخذ أساليبا معقدة تخفى على العامة، وسُخِر الإعلام ليكون المروِّج للخدع والأضاليل، ولأخذ المُستعبَدين إلى مصير مشؤوم بإسم أسمى العبارات والأفكار المرفوعة في شعارات لإفنائهم بالمفرد والجملة.

ولو تأملتم ما حصل في الأنظمة التي جاءت منذ النصف الثاني من القرن العشرين، لتبين بوضوح كيف أنهم ضحكوا على الشعوب، وأوهموا الكراسي ودفعوها إلى حتفها المشين.

فبواسطة الإعلام تتحول الشعوب إلى مادة خام، يصنعون منها ما يريدون من الحالات المتوافقة مع مصالحهم، ولا تزال العديد من دول الأمة تدور في فلك الإستعمار المعاصر، المتطور الأساليب والآليات والمهارات النفسية والسلوكية الفائقة التأثير.

فلن تجني الشعوب المُستعمَرة من المظاهرات سوى الويلات، ومزيد من القهر والعدوان على وجودها، والدول راعية الحرية والديمقراطية، لن تنبس ببنت شفة.

فهل رأيتم دولة تعمل ضد مصالحها غير دول أمة العرب؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم