أقلام حرة

هل كان صالحا؟ً

القول الماثور يدلنا دائما على انه لا يمكن ان يستقر في نهاية كل امر الا الصحيح الفاعل المناسب، اي لا يصح في النهاية الا الصحيح مهما خفيت جوانب اي امر بحيل او مراوغات مختلفة من قبل من له الصلة به.

 شغل الكثيرون مناصب عدة في العراق وكوردستان ايضا، فكان لزمن كفيلا لبيان الاصح من الاخطا سواء كانة يتعلق الامر من ان الشخص المناسب يشغل المكان المناسب وليس هناك تشويه في بيان حقيقة الشخصية وما يحمله من الافكار والتوحهات والسمات، ولم يخدع من يقيمه بضلال من اجل الذات وتشويه او تضليل الراي العام للنجاح في الحصول على ما كان ينويه. من لم يتذكر ما تشدق به الرئيس العراقي السابق من اقوال واشعار دون فعل حول قدرته ونزاهته وتواضعه وانسب الكثير من الصفات التي لم يكن يملكها وما عبر عنه من توجهاته ليلتفت من كان يهمه ان يلتفت الىه من هذه الشخصية او ذاك مجرد لتصديقه من اجل تحقيق ما كان يريد في وقته فقط، ونحج لمدة طويلة ومرر ما ارادة على الكثير من المسؤلين والمواطنين. بيد انه عندما استلم المنصب وادعى بانه لخدمة كافة العراقيين بجميع قومياتهم واديانهم ومذاهبهم وتوحهاتهم، غير انه تبين في نهاية الامر بانه لم يخدم حتى حزبه الذي رشحه كثيرا فضلا عن الشعب او ما ادعاه. في نهاية مهامه بيٌن بشكل جلي ما كان يخفي وما يكن تحت عبائته بمجرد عدم حصوله على الاصوات المطلوبة ليستمر على نهجه .

لم اقابل هذا الشخص في حياتي وليس لي اية مصلحة معه ولم اكن يوما ضده بسبب خاص او اية عمل يمكن ان يربطني به، ولكني من خلال تقييمي الشخصي له من كافة الجوانب وما عرفت عنه وما بدر منه من الافعال في السياسة باسم السياسة وصفات لم اراها عند اي شخصية سياسية اخرى، وعليه ادركت بانه ليس الا ضخصية مصلحية قحة، وعند اهماله رفاقه في الحزب الذي اسسه ووثقوا به استوضح انه ليس له صديق او رفيق او اي سمة يمكن ان يعتمد عليها. انه مثلما انبثق وانفلق بين ليلة وضحاها نتيجة دعم شخصية كبرى له، وفي نهاية الامر وصل الى  حال يمكم القول بانه اُفل سياسيا وشخصيا الى الابد بمجرد انه خسر في محطة او انعطافة. كان يمكن ان يتقدم الى الامام لوكان مبدئيا مؤمنا بقضية ما. تبين انه ليس قوميا او يساريا او ليبراليا او حتى ديموقراطيا كما تشدق وادعى، بل جل ما كان يفكر فيه هو كيفية ضمان المناصب التي اعتلاها فقط. في بداية عودته وارجاعه منة خارج العراق ودعمه وامكانه من قبل الرئيس الاسبق جلال الطالباني، وكان لهذا اسباب حزبية داخلية وسياسية كوردستانية ولم يقصر مام في فرض ارادته فيها لصالحه.

من خلال ما بدر منه ابان حكمه ولقاءه بالشرائح العديدة من الشعب العراقي والكوردستاني ومن خلال كلامه وما طرحه كان دوما يفكر في استرضاء الموجودين في مجالسه مهما كان كلامه، وفلم يدع حتى الكورد بشكل عام وتكلم عنهم في اجتماعاته العديدة مع الفائات العراقية ولم يدع الاحزاب الكوردية والعراقية التي لم تكن لهم علاقة جيدة معه الا وتكلم عنهم بالتي لم يكونوا فيه لمجرد انه اراد ان يرضي الاخر الذي يعلم بما يكنه ازاء ما يتكلم عنهم .

ستكتشف الايام المقبلة ما نتكلم عنه اليوم بشكل صريح وواضح، سوف يكشف الزمن ما فعله وكيف لم يدع زاوية ويستغلها من اجل بقائه دورة اخرى الا ان الظروف الموضوعية منعت هذه المرة من استغلال الواقع المعقد ولم تتناسب معه المعادلات السياسية واوقعه في النهاية شر وقعة . فان عدم حضوره لاستلام وتسليم المنصب، يبين مدى نرجسيته وانانيته بشكل واضح بعيدا عن كل الاتكيتات، ولم يضر بهذه الوقفة الا نفسه.     

***

عماد علي

 

في المثقف اليوم