أقلام حرة

عندما تضحك الأحزان

1 - قال الأوائل "شر الأمر ما يضحك" العراقيون يضحكون على انفسهم، على دولتهم وحكومتهم، على مذاهبهم ومراجع تزفر الفتنة اذا نطقت، وخلف صمتها اكثر من قناص، ويضحكون على دينهم، عندما يتدخل في السياسة والتجارة، ويمارس التهريب او يدير مشاريعه من المنطقة الخضراء، انا لست بكافر، لكني وجدت بيني وبين الله، جيوش وحشود ومليشيات "وقحة"، واحزاب وتيارات تسمي قتل من "يريد وطن" جهاداً، وتشرعن ان ثروات الوطن وارزاق الناس، كعكة لمن بيده السلطة وقوة السلاح، وأن كنت لا اصلي، لأني لم اجد ما يستحق، ان اقلده، ومن يصلي خلف الفاسد، فاسد ايضاً، ولو قدر للأمام علي (ع)، ان يرى ما وصل اليه الحال، في الجنوب والوسط العراقي، لكان اول الشهداء في ساحة التحرير، وقاتليه مدعي نصرة الحسين!!.

2 - العراقيون يضحكون اوجاعهم، وضحك الأحزان كصراخ البكاء، كل ما هو حولهم (مغشوش) كاذب، ووسطاء الله على الأرض، جعلوا من المعروف منكراً، والمنكر فضيلة، سرقوا رغيف خبز المواطن، واطعموه المخدرات المستوردة، جعلوا من الشعوذات والتخريف، صلة بين الله وعباده، ولم يستبقوا صلة اخرى، تستحق شكره عليها، العراقيون يبحثون عن ربهم، خارج عتمة الكراهية والفتن، بين مذهبي التشيع والتسنن، مسترشدين بحكمة الجدات العظيمات "الله شافوه بالعقل"، وهم الأن (العراقيون)، يعتمدون العقل والوعي والتاريخ ونبل العواطف الوجدانية، طريقاً الى الله في ذاتهم، الجيل المعطوب بالأنتهازية، الذي تسرب من النظام البعثي، الى الأسلامي بصيغته الشيعية، لا يكتفي بالمسيرات المليونية، بل يكتشف في كل شارع او ساحة امام جديد، او سيد وعلوية ليوسعوا مساحة العبادة، ومن مخيلتهم يكتشفون شجرة للأنساب، انها لمعجزة حقاً.

3 - العملية السياسية وباء شديد العدوى، كالطاعون والكوليرا، دخلت العراق من خارجه، اول غيثها كان الثامن من شباط / 1963 الأسود، ثم تمددت قومياً واسلامياً حتى يومنا هذا، امريكا وايران وجهي عملتها، والديمقراطية شكلها، ويبقى حزن العراقيين الضاحك، سيماء ثورة التغيير، عندما تكون على الأبواب، انها العراقيون عندما تنطق حقيقتهم، حينها ستسقط السلطات الساقطة، ويغتسل العراق، من شوائب الأنتكاسات التاريخية، ليعود مرة اخرى، من ذاته الى ذاته، العراقيون يشربون الأن دموعهم، يحملون على اكتافهم أثقل خدعة في التاريخ واطولها، عراقيو الجنوب والوسط، فقدوا مع البيت الشيعي، النسخة الأحدث للتشيع في العراق، فقدوا ثرواتهم وتراثهم وهويتهم وكرامتهم، يتخبطون الآن في عتمة، التجهيل والأفقار والأذلال، هذا كل ما حصدوه من التشيع الولائي، لمذهب الأخصاء.

4 ــ اخر ما اقوله للعراقيين، ان يبدأوا من نقطة الوعي، كي يحترموا النساء، نصفهم الفاضل، ويكفّون عن ان يبقوا ذكوراً، يستعملون قتل المرأة العراقية، كمكنسة لمسح غبار عارهم، واقول لهم ايضاً، لا تأخذوا بهراء المتمذهبين، انهم اشد ذكورية، فالمرأة ام وزوجة واخت وابنة وحفيدة، الى آخره، هي الفضيلة والحضارة والروح والنقاء للمجتمعي، والرجال يثيرون الريبة، عندما يتحولون الى ذكور، هكذا بالنسبة للأديان والمذاهب، وكذلك مراجعها واحزابها وحشودها الدموية، ماذا لو جرب الله، وهو الواحد، وانزل ديانه موحدة، على امرأة نبية واحدة، لتحررت البشرية، من اثام الكراهية والأقتتلال المجاني، بين مختلف الأديان الذكورية في العالم، واغتسلت والعراق معها من احزانها، وجفت انهار الدماء، وضحكت الأفراح، على وجه الدنيا كاملة، واكرر ما قلته، كونوا رجالاً واحترموا النساء، فالذكورية مستنقع للتخلف والأنحطاط.

***

حسن حاتم المذكور

في المثقف اليوم