أقلام حرة

هل ينجح السوداني في مهمته الصعبة؟

المهمة والواجب الوطني الكبير الذي القي على عاتق شخصية مقبولة الى حد ما من قبل الجميع، وهذا امر جيد، لان المعلوم عن العراقيين بانهم من الناقدين والرافضين في اكثر الاوقات. لا يمكن التكهن بشكل مطلق وقاطع لما يمكن ان نصل اليه على يد السوداني، ولكن عند القاء الضوء على تاريخه وسمعته السياسية واستقلالية الى حد كبير ومقبوليته لجى الجميع ونظرته الى القضايا من زاوية المعلوم عنه بالاعتدال وصاحب عقلية وتفكير منفتح وانتمائاته غير المتعصبة او المغلقة على نفسه، فاننا يمكن ان نتوقع احتمالات لما يمكن ان ينجز ما خول به سواء لتشكيل حكومته او بعده بشكل مقبول.

لو تنظر الى الموجود على الارض فانك تتيقن بانه لا يشك احد من ان مهمته صعبة الى حدما ولكن الواقع يدلنا على انه الاسهل لما كان عليه السابقين له من قبله، والارضية الموجودة المرسخة ليستهل عمله دون اعاقات كبيرة لا تُقبل منه اية هفوة او خطا مهما كان حجمه.

دعنا ان نكون متفائلين اكثرمن حده ويمكن ان ننتظر الايجابي من الخطوات اكثر من السلبي المتوقع. فان كان الحظ يحالف السيد السوداني في كثير من الامور التي باتت امر واقع ولا يختلف احد عليه اثنان من انه لصالحه في هذه المرحلة، ان المعارضة المتمثلة بالتيار الصدري افسح المجال له كي يستهل عمله بسهولة ولم يتدخل لحد هذه اللحظة في تفصيلات الامر، وعليه يمكن ان يفكر هو جيدا في خطواته بعيدا عن التشويش الذي فرض على السابقين له، وان كانت الظروف مختلفة من كافة النواحي السياسية الاقتصادية وحتى الاجتماعية التي تتوضح من خلال النشاطات الاجتماعية غير الحادة للسلطة وبروز نوع من الياس لدى الفرد العراقي من ما جرى وصدمه سابقا، وعليه وصل الى حال لم يبق امامه الا ان ترك الامر لما هو الموجود تلقائيا، واليوم وصلنا الى ان يسمح الفرد العراق بشكل عفوي للمكلف بتوفير الارضية لتاسيس الحكومة دون اي تدخل ويسمح له بالتحرك دون اعاقة من قبل حتى المغرضين لعرقلته لاغراض سياسية داخلية كانت ام خارجية، اي توفرت له حرية التحرك عفويا نتيجة المعادلات التي فرضت نفسها على الواقع العراقي بعد التغييرات التي حصلت وبالاخص ما يجري في ايران من الاحتجاجات التي تفرز منها ما يقع لصالح المكلف لتاليف الحكومة العراقية بشكل ايجابي . اي انشغال ايران باي شكل كان سوف يبعده عن التدخل المباشر الكبير في بناء اسس الحكومة المقبلة وعدم تكرار ما حدث من قبل من تدخلها بالتفصيلات الخاصة وبشكل مباشر عند السير في انبثاق الحكومات السابقة .

اليوم هناك من القضايا الخاصة التي تفرض نفسها من اجل حلها جذريا لما بعد تاسيس الحكومة التي من الواجب ان يفكر بها السوداني على الاقل لنجاح مهمته نسبيا ومنها: ان الوضع الاقتصادي الجيد وما يتوفر لديه من الوفرة المالية والذي يمكنه ان يستغله لابداء الخطوات التي يمكن ان تمس الحياة الخاصة للشعب العراقي بكافة مكوناته. الامر الثاني وهو الصعب ولكن ممكن الخوض فيه ومن المامول ان تخرج هذه الحكومة بحل تاريخي منه ويمكن ان يرسخ الكلف الارضية اللازمة لانهاء المشكلة المستعصية على السابقين وبشكل نسبي وهي قضية المناطق المتنازع عليها، ويمكن ان يتفائل الجميع في هذا الامر نسبيا نتيجة لقوة موقف السوداني وامكانياته واعتداله البين في التعامل مع مثل هذه القضايا.

اي ان الظروف الموضوعية ومنها الخارجية والداخلية لصالح السوداني وهي التي تفسح المجال له بالخوض في ما يمكن ان يفكر فيه استراتيجيا، ومن ثم توفر الظروف الذاتية الملائمة التي تساعده ويمكن ان تدفعه ايضا ان يستهل عمله من هذه الناحية بشكل سلس، لو منع الاخرين في التدخل فيه.

يبقى الشيء المهم وهو عدم سماحه لاي كان التدخل في شؤون ادارة دولته التي جاءت الاقدار ان تكون في احسن حال وافضل مما كان عليه في اية مرحلة اخرى من قبله عند تاسيس حكومة وحل المشاكل ويمكنه التقدم خطوات بهذا الشكل لاول مرة منذ سقوط الدكتاتورية.

 اعقد المشاكل التي يمكن ان يكون هناك امام حلها حجر عثرة نتيجة تفكير بعض المؤثرين على السياسة العراقية من قبيل الشخصيات والاحزاب التي لم تجد الا بقاءها متوقفة على تعقيد مثل تلك المشاكل وهي تعتمد شعوبيا عليها ومنها اثارة المشاكل الشائكة المعقدة نتيجة ما تفرضه عليه من مصالحها الخاصة او تبعيتها لمن لا يريد الحل، ومنها القضية الكوردية وما هو البارز منها اليوم من ضرورة حلها وما يخصها من السير على حلها بشكل نهائي ووفق الدستور وهي المناطق المتنازع عليها، وهو الاولوية التي يمكن ان يستند عليه السودانيفي حلها بعيدا عن السياسات العنصرية والحزبية التي كانت دائما العائق امام حله من قبل.

وما يمكن التعويل عليه وهو المهم في القيادة هو الحيادية والنزاهة والاستقلالية والانفتاح وهي الصفات التي يتمتع بها السوداني، وتعتبر الحجر الاساس ليعتمد كليا على ذاته كي يستهل الحل لمث هذه المشاكل الكبيرة . 

***

عماد علي

في المثقف اليوم