أقلام حرة

ظاهرة الاعتداءات الجنسية في مدارس بغداد

حدثني صديق بقصة عجيبة جدا حدثت في احد مدارس شرق القناة، فقد تكلم صديقي عن ما حدث مع ابنه في المدرسة، حيث وجد ابن صديقي أحد طلاب صفه يبكي، فسأله عن سبب بكائه، فقال له: ان اربع طلاب يحاولون اغتصابه في حمامات المدرسة والا قاموا بضربه، فذهب الطفل الشجاع بعد ان غضب لصديقه وتشاجر مع الاربعة المنحرفين، ثم في اليوم الثاني وجدهم يحاولون التغرير بطفل في الاول الابتدائي، محاولين سحبه للحمامات لاغتصابه، فضربهم هذا الطفل الشجاع وسحب الطفل الصغير من ايديهم، لكن اين دور ادارة المدرسة؟ وأين دور الحرس؟ وأين دور الفراشين والفراشات؟ وأين دور المعلمين؟ وكل هؤلاء يقبضون رواتب شهرية من الدولة، ان الحال في مدارس بغداد - شرق القناة عبارة عن مستنقع ضحل.

اصبحت الناس شديدة الخوف على اطفالها من المدارس الحكومية في شرق القناة، لما يجري فيها من اعتداءات وتنمر وعنف.

إهمال الإدارات هو السبب

السبب الرئيسي لما يحصل من اعتداءات جنسية داخل المدارس الابتدائية والمتوسطة شرق القناة في بغداد، يعود سببه لتراخي وكسل الإدارات، ان مدير المدرسة المسؤول الأول عن ما يجري في مدرسته، ويمكنه ان تصبح مدرسته بيئة صالحة خالية من اي تجاوزات فقط لو قام بمسؤوليته، لكن اغلب مدراء المدارس شرق القناة غير كفوئين والواسطة والرشاوي اعطتهم المنصب، لذلك تراجع اداء المدارس، وتحولت لمكان لتخريب الأجيال، والا فتكرار الاعتداءات الجنسية على الطفل تجعل منه مستقبلا شخص شاذ او مريض نفسي، يعني تم تخريب طفل تعب أهله على تربية لتخربه المدرسة.

المدير عليه أن يترك غرفته ويتجول في المدرسة، ويراقب الحمامات والقاعات الفارغة والممرات، ويخصص يوميا احد الحرس لمتابعة الطلاب ومنع الاعتداءات الجنسية.

اهمال الاهل هو السبب

اهل الطالب هم السبب الآخر الكبير لوقوع ابنهم في شرك اللوطيين، فهم يهملون أطفالهم فلا يعلموهم كيفية الدفاع عن النفس، ولا يهتمون بتوعيتهم عن المخاطر المحتملة في مدارس مناطق شرق القناة، ولا يراجعون المدارس للاطمئنان عليهم، يتركوهم هم ومصيرهم، وهذا التقصير دليل الجهل والفقر المعرفي، والا هل يعقل ان اب او ام لا تهتم بمصير طفلها!؟

يجب على الأهل متابعة ابنهم وزيارة المدرسة، والاطمئنان على وضع ابنهم في المدرسة، والتعرف على أصدقائه، وتعليم الآباء لأطفالهم بأن يحدثوهم بكل شيء، حتى يمكن مساعدته قبل الوقوع في مصيبة، وان يشجعوا أطفالهم على ممارسة الرياضة، وليس عيبا ان يتعلم الطفل بعض فنون الدفاع عن النفس، ويقترب الاباء من اطفالهم، كي لا يخفي الطفل عن والده ووالدته شيء، وهذه الاجواء تجعل الطفل واثق من نفسه ويشعر أن هناك سند يدعمه ويدافع عنه.

 دور الإعلام المفقود

رسالة الإعلام شديدة التاثير بالمجتمع، واليوم الإعلام له كل الحرية في التعبير، وهنالك عشرات المحطات الفضائية المحلية، والاف المواقع الخبري والصحف الالكترونية، مع صفحات التواصل الاجتماعي، لكن مع الاسف الاعلام العراقي بكل مفاصله يهمل قضية الاعتداء الجنسي في مدارس الابتدائية والمتوسطة على الأطفال! والسبب قيادات الاعلام فاسدة او غير مهنية فيكون تركيزها على توافه الامور او على المواضيع التي تكرس تحطيم العائلة العراقية، فالهدف الاسمى للأعلام هو التدمير لذلك يتجاهل القضايا المهمة.

الإعلام لو يخصص يوميا ساعة في تنبيه الأسرة لخطر عدم متابعة أطفالها في المدرسة، لفعل خيرا وحقق ثوابا عظيما، ولو الإعلام يركز على المدارس ويسلط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، لكان نجاحا ساحقا للأعلام المحلي، وهذا ما نتمناه منهم.

مديريات التربية الفاسدة هي السبب

مثل كل مؤسسات الدولة التي وقعت بقبضة الفساد، كذلك حال مديريات التربية، لذلك اهملت المديريات دورها الحقيقي في معالجة سلبيات المدارس والمراقبة والتفتيش الحقيقي، فكيف تسكت عن انتشار ظاهرة الاعتداء الجنسية في المدارس! ولماذا لا تعقد مؤتمرات لمعالجة القضية الخطيرة، لماذا لا تجعلها اولوية خصوصا انها تحطم الأطفال وتجعل منهم شواذ ومجرمين، فضيحة الاعتداء الجنسية المستمر يتحول لاحقا لشاذ، فتصور حجم التدمير الذي يمارس بحق العوائل العراقية نتيجة تقصير مديريات التربية بواجبها، وهو ذنب في رقبة المسؤولين الى يوم القيامة وهناك يجازيهم الله بظلمهم للأطفال اشد العذاب.

كان الامر بسيط بعيدا عن الفساد المالي والاداري الذي يمارسه أهل القرار فقط الانتباه للأطفال وانقاذهم من السقوط في مستنقع الشذوذ الجنسي.

خطة لمنع الاعتداءات الجنسية في المدارس

هنا سأضع خطة للمدارس، وهي خطة سهلة التنفيذ تنقذ الاطفال من التحرش والانتهاكات الجنسية، وان عملت الإدارات بها فيكون ثوابها عظيما عند الله عز وجل.. وهي:

1- تكليف الحرس بمراقبة الحمامات والممرات والقاعات الفارغة بشكل يومي وعند فترة الاستراحة.

2- مراقبة الطلاب الراسبين.

3- وضع صناديق شكاوى.

4- انشاء صفحة على الفيسبوك للشكاوي يوزع رابطها على الطلاب وتتم مراجعتها بشكل يومي.

5- اقامة اجتماعات شهرية لأولياء الأمور وتوعيتهم في كيفية مراقبة أطفالهم.

6- تكليف معلم، كل يوم احد معلمين المدرسة (يكون يوم تفرغ)، مهمته فقط الجلوس مع الاطفال والاستماع لهم، وان يراقب جيدا الساحات والممرات، ان الإنصات للطلاب مهم جدا.

خطة بسيطة سهلة لا تحتاج لنفقات وأموال فقط لعقل يفكر وينتج ويساعد الأطفال والمجتمع... ننتظر من الادارات تنفيذها لانقاذ الاطفال.

***

الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

في المثقف اليوم