أقلام حرة

السماء والأرض!!

هل السماء تحكم الأرض أم الأرض تحكم الأرض؟

لابد من القول بأن ما توصلت إليه الأبحاث الكونية أظهرت بديهيات لا تقبل الشك، ومنها إستحالة أن تكون الأرض هي الوحيدة المأهولة في الكون، بل هناك ربما آلاف الأجرام السماوية المأهولة بالمخلوقات المتنوعة، ذات العقول الفاعلة في تحقيق وجودها وديموتها.

فهل أن العقول البشرية هي الأرقى؟

لا يصح القول بذلك ما دامت المجتمعات الكونية الأخرى مجهولة.

وعندما نتأمل مجتمعات الأرض لا يوجد ما يشير إلى أنها تحت حكم القوة الكونية التي أوجدتها، فالرسالات بأنواعها لم تنجح بتحقيق إرادة العدل والسلام، وتتحول إلى مطية للمخلوقات الأرضية، تؤكد بموجبها إرادتها على التصارع والهيمنة والفناء.

والأرض بالمقارنة بالأجرام الكونية اللامحدودة الأعداد، تبدو وكأنها حاضنة صغيرة معزولة، وما عليها موجودات منفية عن الكون العميق، ومؤهلة للفناء والتناثر والإنفجار عندما تتكالب عليها الأخطار الجًرمية، وقد يتحقق تصادمها بكتلة أكبر منها فينمحق ما عليها، وأي تغير في مكوناتها الإحتضانية سيؤدي إلى إنقراض ما تحمله على ظهرها.

ومجتمعات الأرض ذات علاقة مجهولة وغيبية بإرادة السماء، وأن الأديان حاولت أن تنظم العلاقة وتؤطرها بطقوس تفاعلية، وما إستطاعت التأثير المطلق، فتولدت آليات للتواصل مع السماء ذات أساليب متنوعة، فلا يوجد دين واحد، ولا عبادات بمنطوق واحد، فلكل مجموعة من البشر ما تحسبه دينها، مما يعني أن الأرض وما عليها محكومة بعناصرها، وعلاقتها بالسماء مبهمة ومتصورة، وما ظهرت بأدلة دامغة للبشر ليركن إليها، ويسير نحوها، بل الأديان في جوهرها تطارد غيبيات تحولت إلى يقينيات بالتكرار وسفك الدماء.

فهل يعي البشر مقامة وقيمته في الكون المتسع الفسيح؟!!

***

د-صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم