أقلام حرة

القادم أسوأ

بريطانيا عند احتلالها للعراق بعد الحرب العالمية الاولى ساومت العرب الشيعة والسنة كل على انفراد واهملت الاكراد او اوكلت امرهم ولم تتفق معهم فيما بعد وعندما فشلت في اقناع الشيعة بالحكم نيابة عنها او فشل الشيعة بالتعاطي مع محتل جديد يرث القديم (الاتراك) اتفقت مع السنة واتت بنقيب اشراف بغداد رئيسا لحكومة املت عليه اسماء اعضائها ثم اتت بملك معلب مستورد فقد صلاحيته في مكان اخر وبهذا اسست لطائفية جديدة تتوافق والعصر الذي تعيشه ويتطلب استمرار سيطرتها على العراق وعلى مدار الزمن المعاصر كانت الطائفية المكتوب عليها (صنع في بريطانيا) موجودة لكنها تظهر وتختفي تبعا لرغبة الحاكم وقوة سطوته حتى بلغت ذروتها في زمن صدام حسين عمليا ثم انهت اساطيل امريكا في بداية القرن الجديد نظرية الانكليز المرسومة للتعامل الطائفي في العراق مع نظام البعث في ضربة واحدة واتت بطائفية جديدة تلائم مقاسات سيطرتها هي فاوغرت قلب السياسي الشيعي على السني والعربي على الكردي وبالعكس وفرضت عليهم المشاركة والتحاصص كواقع حال للحكم واهملت الشعب جملة وتفصيلا تاركة امر تاجيج الفتن بين طوائفه لمن ولتهم على الرقاب فتفننوا في تأجيج فتن لم تخطر على بال الشيطان حتى تم تدمير البلد والنفوس ودق عطر (منشم) بين المكونات واوصلوهم الى لا رجعة بل دفعوا بالجميع الى قناعة تامة بأن لاحل غير التقسيم وابتعاد كل طائفة او قومية عن الاخرى وهذا هدف امريكي حققته في مرحلة طائفيتها الاولى والعراق الان على اعتاب المرحلة الثانية من طائفية امريكا التي يتوقع الجميع انها اسوء انواع الطائفيات التي فرضت بشاعتها على وجه الارض وقد تاتي هذه الطائفية باحتلال امريكي جديد يتناسب مع تنامي مجريات احداثها المتوقعة منا والمرسومة على الورق في دوائر المخابرات الامريكية وربما يكون الزمن القادم هو أسوا زمن يمر به العراق منذ تكوينه حتى اليوم .

***

راضي المترفي

في المثقف اليوم