أقلام حرة

هل يحق للمرأة أن تخدم زوجها؟

ظهرت منذ مدة فتاوى من طرف بعض العلماء مفادها أن المرأة ليست ملزمة بخدمة زوجها و أثارت زوبعة من النقاشات والاختلافات بين مؤيد ومعارض ومستغرب ومستنكر لهذا الطرح الذي يخدم المنظمات النسوية المتطرفة والمعادية للرجل و التي تبالغ في المطالبة بالحقوق إلى حد تدمير البيوت وخرابها..

إن العلاقة التي تجمع بين الرجل والمرأة هي علاقة المودة والمحبة فلا يوجد صراع بينهما، لأن تلك الفتوى التي صرح بها بعض العلماء أن المرأة لا يجب أن تخدم زوجها هي فتوى متأثرة بما تطرحه المنظمات النسوية العالمية التي هي بعيدة عن العرف والقيم السائدة في المجتمع الإسلامي فالمرأة السليمة الفطرة تخدم بيتها بكل حب وتضحية ولا ترى في ذلك شيء يعيبها بل هو شرف لها و إن كانت لا تقدر لظروف والرجل عنده الإمكانات أن يأتي لها بخادمة فلا ضير في ذلك.

وأنا مع رأي الدكتور أحمد عبدالرحيم السايح، الأستاذ بجامعة الأزهر، الذي ينقد هذه الفتوى المتأثرة بمطالب المرأة الغربية أو بعض النساء المتأثرات بنمط الحياة الغربي ويصعب تطبيق هذه  الفتوى في زماننا هذا، قال:" عندما يتزوج الرجل المرأة، فإنه يهدف بهذا الزواج إلى السكن، ومن السكن أن تقوم الزوجة بواجباتها المنزلية، قال تعالى في سورة الروم: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون” آية 21، فالمودة والرحمة والسكن لا تتحقق إلا بالاحتكاك بين الزوجين في التعامل، فإذا لم تقم الزوجة بأعمال البيت فكيف يحدث هذا الاحتكاك؟ وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤكد وتبين أن المرأة يجب عليها أن تقوم بوظيفة البيت. وأضاف الدكتور السايح: إذا اشترطت المرأة على زوجها في عقد الزواج أن يأتي لها بخادمة، فينبغي عليه أن يوفي ما جاء في العقد؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “المؤمنون على شروطهم”، ولكنه ليس شرطاً من صحة عقد الزواج، ويجب على المرأة أن تخدم زوجها من دون النص على ذلك في العقد، ولذلك سماه الله ميثاقاً غليظاً، حيث قال تعالى: “وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً” سورة النساء 21

إن مثل هذه الفتاوى لا تساهم في استقرار الأسرة بل تؤدي إلى تفككها فالحياة الزوجية ليست مبنية على الصراع و الأنانية والفردية كأن كل طرف يعيش في جزيرة نائية بل المرأة والرجل في سفينة واحدة وهدفهما واحد وهو بيت سعيد و أسرة مطمئنة تنشئ جيلا مستقرا نفسيا وعقليا و اجتماعيا.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

 

في المثقف اليوم