أقلام حرة

لنرى اولا ما الفارق بين الحجاب والاحتجاب؟

في الواقع أن الحجاب هو وصف حال لذلك فأن الجدل القائم حول الحجاب غالبا ما يدور في دائرة وصف الحال من حيث الشكل الظاهري للحجاب. وقد تم اختزال مفهوم الحجاب الشرعي في ماتلبسه المرأة وما تظهره وماتخفيه من جسدها، حيث ذهب المدافعون عن حجاب المرأة إلى الدفاع عن ما تلبس المرأة وما يجب عليها أن تلبس طبعا بحسب ما جاء في كتاب الله من وصف لهذا الحجاب وما نُقل عن السيرة النبوية وما جاء في الأثر الاجتماعي للمجتمع الإسلامي وقد تراوح هذا الوصف على مراتب مختلفة تتعلق بالواقع الاجتماعي لكل مرحلة وبحسب الجغرافية الاجتماعية. أو بمعنى أدق جغرافية السلوك الاجتماعي، حيث أن التشريع كعنوان عام سيتحول إلى مصاديق واقعية يتأثر شكلها بالعوامل الاجتماعية سياسيا واقتصاديا مع عدم إغفال تأثير العُرف السائد فما كان مطابقا للقاعدة الشرعية وفق الوصف القرآني أصبح أقل منه مطابقةً في مراحل لاحقة وبعد ذلك اقل من ذلك في مراحل أخرى وصولا إلى اقتصار عنوان الحجاب على قطعة قماش تغطي الرأس وحتى هذا الأدنى في وصف الحجاب والمتمثل بغطاء الرأس يدور حوله جدل كبير، حيث تم استدراج بعض المتكلمين بالفقه أو ممن يلبسون الجلباب والعمامة للدخول في جدلية وجوب أو عدم وجوب تغطية راس المرأة بقطعة القماش، ليتم بعد ذلك عنونة هذا التشريع في أضيق مصاديقه بجعل هذا العنوان الضيق هو محل النزاع حتى وصل الأمر إلى. أن تكشف المرأة مفاتنها ولكنها تضع قطعة القماش على رأسها بل أكثر من ذلك شاهدت حالة غريبة لامرأة ترتدي البكيني على البحر ولكنها تضع قطعة القماش على رأسها !! وبذلك تم أسقاط المراد من تشريع الحجاب وهو خلق بيئة نظيفة تحفظ لافراد المجتمع أدوارهم الطبيعية بما يتلائم مع الخصائص الخَلقية للرجل والمرأة.

أما الاحتجاب... فهو فعل يمثل المقصد من تشريع الحكم، بمعنى أنه يمثل اختبار الطاعة لأن صيغة الفعل هنا تمثل مرتبة فعل ارادي اختياري في الطاعة أو المعصية، فمن تلبس الحجاب فإنها تعبر عن إرادة الاحتجاب بصرف النظر عن شكل التعبير عنه ظاهريا لذلك ستجد هذا التعبير يختلف من مجتمع مسلم إلى اخر بحسب الشكل الاجتماعي المتعلق بالازياء الشعبية لذلك ستجد عباءة وايزار أو ثوب فضفاض وستجد الاقتصار على ألوان محددة غير ملفتة وستجد اقل تحديدا في أماكن أخرى ولكن الأصل في كل ذلك رغم الاختلاف الشكلي هو أن يكون هناك حدود في السلوك تراعي الاستقامة بعنوان طاعة الله.

***

فاضل الجاروش

في المثقف اليوم