أقلام حرة

المغرب تتصدر المجد

سئل ابراهيموفيتش لاعب السويد المشهور الذي ترك وما زال يكتب تاريخا مشرقا في كرة القدم، ما رأيك في المنتخبات العربية التي تشارك في كأس العالم؟ أجاب " لو وضعوا في مجموعة واحدة لن يترشح أو يتأهل منهم أحد"، منتهى النرجسية والغرور التعالي والكبر والتطاول على الآخرين أن تنظر إليهم بهذا الشكل والمضمون، أن تقزم من تسأل عنه أو تنعته بهذا النعت بغض النظر عن مستوياته والإمكانات التي يمتلكها. فالبعض لا يرى إلا نفسه وصورته وكأنها كاملة الأوصاف وغيره في ضعف وهوان وقلة حيلة.

 جاءت المغرب لتعلم العالم مفهوم ومعنى التواضع والنظر للآخرين باحترام وتقدير بالغين وتدحض هذه الترهات والإستخفاف بقدرات وملكات من تتنافس معه. 

علمتنا المغرب أن الاجتهاد والعمل المضني المخطط له بعلم ووعي وإدراك يترك مجالا رحبا واحتراما للجميع، وأن الفنون تترك مجالا رحبا للكبار لكي يصمدون ويستمرون في المنافسة ويسطرون ملامح البطولة والتفوق والتألق وترك بصمة وأثر ساطع لدى المشاهد والمتابع والمهتم.

 لم يكن فوز المغرب محض الصدفة، العشوائية، الفوضى العارمة أو أنها استغلت تكتلات دفاعية أو تمترست أمام المرمى ككتل بشرية تضيع أوقات منافسيها حتى تدفع الفريق المنافس إلى ضربات الجزاء الترجيحية، بل كان فريقا جماعيا و صاحب مهارات فردية، فقد ظهرت شخصية المنتخب منذ المباراة الأولى التي خاضها مع كرواتيا الفريق المدجج بالنجوم والمواهب، إلى أن انتصرت وأثبتت نفسها أمام منتخب اسبانيا بطل العالم للعام 2010، واستطاعت أن تفرض عليها التعادل و تنتصر عليها في الضربات الترجيحية التي تفوقت عليها بفضل لاعبيها أشرف حكيمي وحكيم زياش وغيرهم وحارس المرمى ياسين بونو وخرجت إسبانيا خالية الوفاض، مما أثار إعجاب مدرب منتخب إسبانيا صاحب الخبرات الطويلة لويس إنريكي حيث أثنى على مواهب لاعبي المغرب ومستواياتهم البدنية والمهارية .

اثبتت بطولة كأس العالم في قطر ومباراة المغرب الأخيرة أن العرب أمة واحدة يجمعها دين وتاريخ ولغة واحدة، و أن مهما حاول الاستعمار زرع بذور الفرقة والتشرذم، فأن رابط الدم والمصير الواحد يبقى يجمعنا، وعلى رأسها تأتي القضية الفلسطينية التي يجتمع الجميع عليها، ونرى علمها يرفرف في كل مباراة وخلال كل فوز.

دروس وعبر نستخلصها أن التميز يتطلب تخطيط وإعداد وتهيئة وعمل فريق فعال ومتكامل وروح وثابة ونفسية متألقة وصفوف متكاملة وطموح يرقى للعلو والسمو. هنيئا للمغرب ولكل الوطن العربي بكل ما قدموه وسيقدموه وإلى سلم المجد والمستقبل الوافر الذي ينتظركم.

***

بقلم الدكتور  أكرم عثمان

7/12/2022

في المثقف اليوم