أقلام حرة

هل نشتري قطيعا نرعاه أم نحن القطيع؟.. منولوج يسرح في الأنا العربي

حين تسود الفوضى، وتكتظ المدينة بالجياع، وترى البائس يخشى أن يبكي، يؤخذ من رغيفه لمجلس الشعب، والوزير يسبح في الثروة، الأمين العام، والمدير العام دمى راقصة محاكمة المجرم خيانة عظمى، ورجل المال من رشوة إلى رشوة، استباح الموظف وظيفته، يلهث المنتخب خلف مناقصة تملأ الجيب، لا تسألني ما يحدث في الحدود، ضاع الحليب عن المولود، ما عادت بقرتنا تلك الولود، عليكم لعنة الجدود، أكلتكم السمنة وصرتم أشباه القرود.....

أيتها الفئران تأكلون نصف الرغيف وتسممون النصف الآخر، يشتكي المواطن الجوع والبرد، الوزير نائم في مخدعه مضرج بالعطور مثخن بالعاشقات، سقف لا يتحمل قطرات ماء على السرير، الوالي نائم في مخدعه .....، برلماني فقد السمع جمع أتباعه بعد غسيل وتجفيف، كلهم ناموا إلا البؤساء دعني أكتب مرة أخرى عن شيء نائم في هذا الوجود العربي عن شيطان يمسك صولجانا وهو رجيم، عن ليل طويل يذبح الشروق، ويجعل كل الفصول باردة، الحرف في الكلمة لقمة عيش، والشِعْر تردده الدراويش لكي تحيا لكي تعيش، ونكتب ألف رواية يسجنها الحديد، حيرة مُرَة، كآبة من رماد، ما بقي جمر في التنور، في أي سنة نحن من عمر هذا التاريخ، وفي أي ساعة من هذه الأيام المتشابهة، بلا حول ولا قوة نصطف كالقطيع، وفي عرسات الخذلان نستريح، غربنا ضياع، شرقنا يباع، للجمال سحر وهو قبيح، وللقبح عذر حين تحلى بالجراح، فقد الشحرور لحنه وقام الغراب للنعيق، حفل للجياع ليل يصطادوا ليلا، يباع اليأس فيه بدولار، ودينار لكل صاع، هل نشتري قطيعا نرعاه، أم نحن القطيع حين يفر الشهداء من الأجداث، يحملون النور كشهب في السماء، تصير القفار المنسية مروجا خضراء، ومدارس يهندسها الذكاء، حينها يدرك الشهداء مُضَارب على الخبز والحليب ولص سموه رجل أعمال، وإعلامي كذاب فيذبون كالملح ثم تغزوا الشهداء كل الأعداء، فهنا عنيد منكسر، وعميل مندحر ويسقط المطر ثقيلا  ثقيلا  ليطهر الحياة ....

***

رابح بلحمدي

في المثقف اليوم