أقلام حرة

الديكتاتورية ليست حكم الفرد

يتصور البعض أن الدكتاتورية هي حكم الفرد؛ ولكنَّ هذا التصورَ ليس صحيحاً؛ اذ أنَّ حكمَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان حكماً فردياً حيث كان هو القائد السياسي والعسكري وكان هو امامُ المسلمين في الصلوات، وكانت كلُّ السُلُطاتِ بيدهِ صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن مع كل ذلك لم يكن حكمه صلى الله عليه وآله وسلم حكماً ديكتاتورياً، وكذلك كان حكم امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) حكماً فردياً فهو القائد السياسي والعسكري والأنموذج الاجتماعي للمسلمين، ولكن مع ذلك، لم يكن حكمه عليه السلام حكماً ديكتاتورياً .إذن ماهو الحكم الديكتاتوري، أليس هو حكم الفرد؟ ليس الحكم الديكتاتوري هو حكم الفرد، بل هو حكم الهوى والرغبات والطيش والتنكب عن العدالة ومصادرة الحقوق.حكم فرعون كان حكماً ديكتاتورياً؛ لا لأنه حكم فرد بل لانه حكم الهوى،يقول الله تعالى عن حكمِ فِرعونَ الطائشِ :(قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ). غافر: الاية: (29)،كذلك قولُ فرعون كما حكى القُرآنُ عنه:(فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ). النازعات:الاية: (24)، وكذلك قول فرعون كما حكاهُ القُرآنُ الكريمُ عنهُ :(وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ). القصص: الآية:(38).من كلِّ هذهِ الشواهدِ القُرآنِيَّةِ نفهمُ أَنّ حُكمَ فِرعونَ كانَ حكماً ديكتاتورياً أَو بتعبير السيد الشهيد الصدر(رضوان الله عليه) حُكماً فِرعَونِيّاً؛ لانَّهُ حكمٌ يستندُ الى الهوى وطيش الحاكمِ ورغباته وشهواته، ولم يستندُ الى أَيَّةِ مرجعيَّةِ قانونيَّةٍ .حكمُ فرعونَ كانَ حكماً ديكتاتورياً لا لانَّهُ حكمُ فردٍ، بل لانَّهُ حكمُ الهوى والطيش. داود وسليمان عليهما السلام كانا نبيين حكما ولكن لم يكن حكمهما حكماً ديكتاتورياً ؛ لانهما كنا يستندان الى مرجعيةٍ قانونيةٍ في حكمهما. الملكة بلقيس التي كانت ملكةً على سبأ، كانَ حُكمُها حُكماً فردياً ولكنَّها لم تكن ديكتاتورة متسلطة على رقاب الناس ؛ لانَّهُ كانَ لها مجلسٌ استشاريٌّ، كما حكى ذلك القرآنُ الكريم :(قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ). النمل:الآية:(32). أَمّا حُكمُ هتلر وموسوليني وستالين وصدام  فكان حكماً ديكتاتورياً قمعياً لانه كان حكماً يستند الى الاهواء والرغبات والشهوات ولم يستند الى اية مرجعية قانونية وتشريعية. وفي الختام: لايمكننا ان نصف حكم النبي (ص) أو حكم الامام علي (ع) أو حكم الفقيه بالدكتاتورية لوجود المرجعية القانونية والتشريعية التي تحكمهم، ولم يكن حكمهم مسنتداً الى الهوى والمزاج والانفعال .

***

زعيم الخيرالله

في المثقف اليوم